حافظ الشاب خالد المصباح البالغ من العمر 19 عاما، على اتصاله بالعالم الخارجي عبر هاتفه، بعد أن أضحى انقطاع الاتصالات أمرا مألوفا في غزة، حيث يعجز السكان عن التواصل مع العالم الخارجي أو مع بعضهم البعض أو مع ذويهم في الخارج، في ظل استمرار القصف الإسرائيلي وتوسيع عملياته البرية في القطاع.
وبحسب قناة «الحرة» يلجأ بعض السكان إلى شريحة تسمى «eSIM» للعثور على حل ثابت لانقطاع التواصل، حيث تمكن الشاب الفلسطيني من الحصول على «eSIM» بمساعدة صديق له في الخارج، حيث أصبحت تلعب هذه الشرائح دورا رئيسيا اليوم في ربط عدد قليل من سكان غزة بالعالم، وإتاحة خدمة الاتصال بالإنترنت، التي باتت مهمة شبه مستحيلة في ظل الظروف القائمة.
خلال الانقطاعات الأولى للاتصال والإنترنت، لم يكن لدى المصباح أي معرفة بما يسمى «eSIM»، شأنه شأن معظم أهالي غزة، إلا أن المصطلح بدأ تداوله مع الحملة التي انطلقت حول العالم، للمطالبة بربط غزة بالإنترنت، والتي تخللتها مطالبة الملياردير الأميركي، إيلون ماسك، بتزويد القطاع بالإنترنت عبر شركة «ستارلينك».
إلا أن فشل تلك المساعي دفع البعض للبحث عن سبل أخرى لتأمين الإنترنت لأهالي غزة والالتفاف على الانقطاع القائم نتيجة الحرب، فكانت eSIM من بين أكثر الحلول العملية والمتاحة، والتي تثبت اليوم أهمية كبيرة في إعادة ربط الفلسطينيين بالعالم.
وعلى شكل حملات تبرع، تركزت الجهود على شراء كميات من هذه الشرائح، وتحويل رموزها إلى السكان في غزة لاستخدامها، فيما نشطت في سياق متصل عملية لتثقيف سكان القطاع بها وإرشادهم لاستخدام هذ التقنية وآلية تشغيلها على الهواتف، بالاعتماد على المتاح من شبكات اتصالات قرب نطاق غزة.
وبعد عودة الاتصالات إلى غزة في المرة الأولى، عرض صديق من كندا على المصباح أن يشتري له شريحة eSIM. وتابع معه تفعيلها خطوة بخطوة، حيث تمكن الشاب من شبك هاتفه على إرسال شبكة اتصالات «سيلكوم» الإسرائيلية.
أخذ المصباح يقرأ عن هذه التقنية أكثر وتعرف على الشريحة وآلية عملها والخدمات التي تتيحها بصورة أعمق، حتى بات مرجعا لمحيطه ممن يحتاجون لمعرفة تفاصيل عن eSIM، أو يواجهون مشاكل في تشغيلها، حيث يلجأون إليه لحلها. وهي عبارة عن شريحة افتراضية، تتيح الاتصال عبر الهاتف من خلال الأقمار الاصطناعية مرورا بأي شبكة اتصالات تقدم هذه الخدمة. بعض هذه الشرائح توفر خدمة المكالمات الهاتفية وإرسال الرسائل القصيرة، وبعضها يقتصر على توفير الإنترنت.