الأبوان هما شريكا العملية التربوية، فاتفاقهما على اسلوب التربية، وطرق التوجيه هي من أهم القواعد في أسلوب التربية، فإن اختلاف الأبوين وتناقضهما يؤدي الى آثار سلبية عميقة، تسبب معاناة ومشاكل وعقدا نفسية للطفل، كأن تسمح الأم بأمور لا يجيزها الأب، او ان الأب يميل الى اللين والتدليل، بينما تميل الأم الى الشدة في العقاب او العتاب، فهذا الاختلاف وعدم التوازن بين الأبوين في منهجية التربية او طرق التوجيه يسبب إرباكا للطفل، ويجعله غير قادر على تمييز الصواب من الخطأ، ويؤثر على صحته النفسية والسلوكية، كما يؤدي هذا الأسلوب الى ضعف الولاء لأحد الأبوين، لأن الطفل ـ بفطرته ـ يميل الى التدليل واللين، وهنا ألفت النظر الى قاعدة لا تقل أهمية عما تقدم، وذات صلة وثيقة وهي فصل الطفل عن المشاكل الأسرية، فاستقرار علاقة الأب والأم هي أساس التربية، وينعكس ذلك بصورة ايجابية على سلوكه، فهما له قدوة ومصدر للأمان، أما إذا كانت العلاقة غير مستقرة فنفسية الطفل لا تتحمل أن يرى أحد والديه في صورة سيئة، فصدمته بهما وبخلافاتهما تفقده الإحساس بالأمان.