تراجع شراء الملابس إلى مراتب متأخرة على قائمة أولويات السوريين، نظرا للظروف المعيشية الصعبة التي وضعت الغذاء والحصول على العلاج أو الدواء على رأس تلك الأولويات.
ولسد حاجتهم وتعويض عدم قدرتهم على الشراء، يلجأ السوريون إلى الاكتفاء بما تبقى لديهم من ملابس، فحتى الألبسة المستعملة «البالة» أصبحت خارج نطاق قدراتهم على تأمين أسعارها اذ قد يكلف شراء جاكيت واحد راتب شهر كامل.
ولم يعد أمام الكثير من الأسر سوى إعادة تدوير الملابس القديمة او تناقلها بين الأجيال فضلا عن إصلاحها أو تجديدها أو صبغها من جديد.
«منذ سنين لم أشتر ثيابا» بهذه الجملة استهلت أم أسامة حديثها لموقع «أثر» مضيفة: «نعتمد على ألبستنا القديمة أو على ألبسة البالة الرخيصة ونقوم بصبغها لتظهر بشكل حسن».
الشابة الجامعية روان، شرحت أن مصاريف الجامعة والنقل اليومي تبعدها عن التفكير بشراء الثياب وما تتمناه، فتقوم بصبغ ملابسها، بدلا من التخلص منها.
وأوضح صاحب إحدى المصابغ في دمشق أن ظاهرة إعادة صباغة الملابس نشطت في الفترة الأخيرة، وخاصة عند بدء موسم الصيف والشتاء، فالأهالي أصبحوا يجددون ملابسهم بصبغها لا بتبديلها.
وعن الأسعار، بين أن سعر كيلو الصبغة وصل الى 120 ألفا، أي ازداد سعرها أضعافا، والكيلو يكفي لصبغ 20 الى 25 قطعة تبعا لنوعها وقياسها، وبالتالي أسعار صباغة القطعة الواحدة تبدأ من 10 آلاف حتى 20 ألفا.
وأفاد صاحب مصبغة أخرى لذات الموقع بأن الناس لم تعد تعتمد على المصابغ للكوي والتنظيف بسبب غياب التيار الكهربائي، بل باتوا يعتمدونها لتجديد ملابسهم وشراء الملابس التي توجد في المصبغة وأصحابها لم يستردوها منذ أشهر أو حتى سنوات، أو لصبغ ملابسهم القديمة بدلا من تلفها والتخلص منها.
واعتبر أن صباغة القطعة لا تكلف أكثر من 20 ألفا وبالتالي يحصل الزبون على قطعة جديدة، فيوفر عليه شراء قطعة ثياب جديدة يتعدى سعرها 100 ألف.
وختم حديثه بالحديث عن صعوبة تأمين البنزين للمولدات الكهربائية وغلاء المواد التنظيفية، حيث سعر تنظيف وكوي البنطال يتراوح بين 5 و8 آلاف وتنظيف الجواكيت يتراوح بين 10 و20 ألفا.