حيت دول العالم الكبرى الإرث الديبلوماسي الذي لايزال حاضرا لهنري كيسنجر مهندس الديبلوماسية الأميركية المثير للجدل في حقبة الحرب الباردة، والذي توفي امس الأول عن مائة عام.
وأطلق كيسنجر عجلة التقارب بين واشنطن وكل من موسكو وبكين في سبعينيات القرن الماضي وقد حاز في عام 1973، تقديرا لجهوده السلمية خلال حرب فييتنام، جائزة نوبل للسلام مناصفة مع الفيتنامي لي دوك ثو. لكن صورته لطختها محطات مظلمة في تاريخ الولايات المتحدة، مثل دوره بدعم انقلاب عام 1973 في تشيلي وغزو تيمور الشرقية في 1975، فضلا عن حرب فيتنام. وفور الإعلان عن وفاته قال الرئيس الأميركي الأسبق جورج دبليو بوش إن الولايات المتحدة فقدت أحد «أصواتها الأكثر تميزا وموثوقية في الشؤون الخارجية». وقد أشادت بكين بكيسنجر «صديق الشعب الصيني» وأثنت على ديبلوماسي لعب دورا محوريا في إرساء العلاقات بين بكين وواشنطن. وأرسل الرئيس شي جينبينغ رسالة تعزية لنظيره الأميركي جو بايدن في وفاة كيسنجر معربا عن عميق تعازيه وخالص تعاطفه مع أسرة الراحل.
وفي الرسالة، قال شي إن كيسنجر كان استراتيجيا يحظى بشهرة عالمية، وكان صديقا قديما وجيدا للشعب الصيني.
وحيا رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا «الإسهامات المهمة في السلام والاستقرار» للدبلوماسي الاميركي المخضرم في آسيا.
بدوره، كتب وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون على منصة «إكس» أن كيسنجر «كان رجل دولة عظيما وديبلوماسيا يحظى باحترام شديد، سيفتقد على المسرح العالمي».
وفي فرنسا وجه الرئيس إيمانويل ماكرون «تعازيه للشعب الأميركي» بوفاة «عملاق التاريخ»، وكتب على منصة إكس إن «قرنا من أفكار ودبلوماسية كيسنجر كان له تأثير طويل الأمد على عصره وعلى عالمنا». ونوه المستشار أولاف شولتس بـ«التزام كيسنجر بالصداقة على جانبي الأطلسي»، وكتب على منصة إكس «ظل قريبا من وطنه ألمانيا. لقد خسر العالم ديبلوماسيا عظيما».
وفي السياق، أثنى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على إسهامات كيسنجر «رجل الدولة الحكيم وصاحب الرؤية»، في العلاقات الأميركية السوفييتية.
وقال بوتين في بيان نشره الكرملين إن «اسم هنري كيسنجر يرتبط ارتباطا وثيقا بسياسته الخارجية البراغماتية، التي مهدت في وقتها لانفراجة في التوترات الدولية، ومكنت من التوصل إلى أهم الاتفاقيات السوفييتية الأميركية التي ساهمت في تعزيز الأمن العالمي».