(وممن حولكم من الأعراب منافقون ومن أهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم سنعذبهم مرتين ثم يردون الى عذاب عظيم ـ التوبة: 101).
سورة التوبة من السور المدنية التي تتكلم عن الجهاد والمهاجرين والمنافقين، تعرض هذه الآية خريطة تواجد المنافقين في المدينة المنورة، حيث يتواجد المنافقون بين الاعراب الذين يعيشون حول المدينة، أما المنافقون الذين هم من اهل المدينة فهم أكثر المنافقين الذين تمرسوا على النفاق وتدربوا عليه، بل يتقنون فنون التخفي والتلون والنفاق.
اما كلمة «اهل المدينة» فهم سكان المدينة الأصليين من الأوس والخزرج، ولا يكون معهم الانصار (رضي الله عنهم) لأنهم ناصروا الرسول صلى الله عليه وسلم وآووا المهاجرين، فلا يطلق عليهم منافقون ولا ان نصفهم بالمنافقين.
كذلك المهاجرون لا يمكن ان يكونوا من المنافقين، لأنهم من اهل مكة وليسوا من اهل المدينة ولا من أعرابها، فهذه الآية ترد على من يقول ان من بين اهل المدينة منافقين من المهاجرين والانصار (لا تعلمهم نحن نعلمهم).
الرسول صلى الله عليه وسلم كان يعلم جميع الصحابة وأهل بيته وخاصة من آمن منهم وهاجروا وجاهدوا معه، لذلك لا يمكن ان يكون من الصحابة رضوان الله عليهم منافقون، لأن المنافقين متخفون بين اهل المدينة والأعراب حول المدينة، لذلك لا يعلمهم الرسول صلى الله عليه وسلم وإنما يعلمهم الله عز وجل.