تكلمنا في المقالة السابقة عن إبداعات علماء العرب والمسلمين في علوم الهندسة، وذكرنا نماذج منها أشاد بها المنصفون ممن استفادوا منها من علماء الغرب الذين جاؤوا بعدهم، وانبهروا مما رأوا من نبوغ وإبداع.
استكمالا لحديثنا عن الإبداع الهندسي، لابد أن نوثق أعلام المهندسين في العصر الإسلامي الذين لهم دور فعال في التفنن والتطور الهندسي البديع، وإليكم باقة حلوة من هؤلاء المهندسين في عصر الإسلام:
1 - يحيى بن منصور الحكيم: هو إنسان ذو عقلية راجحة، وكان مثقفا ومتبحرا في علوم الهندسة، كما كان صاحب الرصد في أيام المأمون.
2 - عمر الوادي: من أقدم المهندسين الإسلاميين، وكان مهندسا في أيام الوليد بن يزيد بن عبد الملك.
3 - عبدالله بن محرز: كان من مهندسي القرن الثاني. ويذكر أن المنصور العباسي عندما أراد بناء بغداد قسم أرباطها إلى أربعة أرباع، وكلف كل ربع لمهندس مع اثنين من رجاله للإشراف على الأعمال، وقد كلف المهندس عبدالله بن محرز هندسة الربع الذي من باب الكوفة إلى باب الشام وشارع طريق الأنبار، التي حدد ربض حرب بن عبدالله وجعل معه من رجاله سليمان بن مجالد وواضحا مولاه.
4 - عمران بن الوضاح: أحد المهندسين الأربعة الذين هندسوا بناء بغداد عندما طلب المنصور بناءها، وقد كلف في العمل بالمربع الذي يبدأ من باب الكوفة الى باب البصرة وباب المحمول والكرخ، وقد ساعده كل من المنصور المسيب بن زهير والربيع مولاه.
5 - شهاب بن كثير: أحد المهندسين الأربعة الذين هندسوا بغداد، وقد كلف العمل في الربع الذي بدأ من باب خراسان إلى الجسر الذي على دجلة مرورا بالشارع على دجلة إلى باب (قطر بل)، وكان معه من رجال المنصور كل من: هشام بن عمرو الثعلبي وعمارة بن حمزة، وقد ذكره اليعقوبي في كتاب البلدان مع الثلاثة الذين تقدموه.
6 - الحجاج بن يوسف: أحد المهندسين الذين هندسوا بغداد عندما أمر المنصور ببنائها. وقد قام الحجاج بالعمل في الربع الذي يبدأ من باب الشام إلى ربض حرب وما اتصله به إلى الجسر على منتهى دجلة.
7 - بنو موسى بن شاكر: وهم ثلاثة اخوة: محمد وأحمد والحسن، وقد علا صيت والدهم في الهندسة إلا أنه تفرغ لعلم النجوم حيث اختص بصحبة المأمون. وقد برع الإخوة الثلاثة في علوم الهندسة والحيل والحركات والموسيقى وعلوم النجوم. ولو تتبعنا هؤلاء الإخوة المبدعين فسنرى محمدا قد برع بالهندسة والفلك، أما أحمد فقد تفرغ لعمل الحيل (الميكانيكا)، أما الحسن الأخ الثالث فقد تولع وبرع بالهندسة.
8 - الماهاني: هو أبو عبدالله محمد بن عيسى من علماء الأعداد والمهندسين، وقد ذكره ابن النديم وذكر من تأليفه رسالته في النسبة وكتابا في ستة وعشرين شكلا من المقالة الأولى من أقليدس. وقد قال القفطي إن للماهاني قدرا كبيرا بين العلماء في هذا الشأن.
9 - الحراني: هو إبراهيم بن سنان بن ثابت الصابئي الحربي. وكان الحراني ذكيا حكيما، نبغ في الهندسة وله عدة مقالات في الدوائر التماسه وكذلك مقالة أخرى في إحدى وأربعين مسألة هندسية من صعاب المسائل في الدوائر والخطوط والمثلثات... الخ. ألف الحراني مقالة ذكر فيها الوجه باستخراج المسائل الهندسية بالتحليل والتركيب وسائر الأعمال الواقعة في المسائل الهندسية.
10 - الجوهري العباسي علي بن سعيد: عمل بالفلك وآلات الرصد. وقد صحب المأمون فندبه إلى مباشرة الرصد. وقد برع الجوهري بالهندسة وله مؤلف هو كتاب تفسير اقليدس، وكذلك كتاب الأشكال التي زادها في المقالة الأولى من اقليدس.
11 - يعقوب بن اسحاق الكندري: كان مهندسا وعالما له خبراته وشغفه بالعلوم، وقد ساق المؤرخون تأليفه وأرجعوا شيئا من كلامه على نحو ترجمته في تاريخ الحكماء وتاريخ الأطباء.