أعرب فريق «منسقو استجابة سورية» عن مخاوفه من استمرار العجز في تمويل العمليات الإنسانية في ظل الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يعاني منها المدنيين في شمال غرب سورية، وطالب الوكالات الدولية ببذل المزيد من الجهود من خلال تقديم الدعم اللازم للنازحين ضمن المخيمات، وذلك بعد ايام على اعلان برنامج الغذاء العالمي WFP عن انتهاء برنامج مساعداته الغذائية العامة في جميع أنحاء سورية اعتبارا من الشهر المقبل، وأنه سيكتفي بتقديم المساعدات الغذائية الطارئة فقط لفئات محددة.
وقال الفريق إن سعر سلة الغذاء المعيارية الكافية لإطعام أسرة مكونة من خمسة أفراد لمدة شهر واحد في الشمال السوري، ارتفع إلى حوالي 98 دولارا أي ما يعادل 2.793 ليرة تركية، بزيادة قدرها 147 ليرة عن شهر اكتوبر الماضي، وهو ما يستهلك 67% من راتب عامل مياومة لمدة شهر كامل، بعد ارتفاع نسب التضخم في المنطقة إلى 75.04% على أساس سنوي مقارنة بالعام الماضي.
وارتفعت نسبة المخيمات التي تعاني من انعدام الأمن الغذائي إلى 88.7% من المخيمات و95.1% منها من صعوبات في تأمين مادة الخبز. ووصل عدد المحتاجين إلى المساعدات الإنسانية 4.4 ملايين مدني بزيادة قدرها 11% عن العام الماضي ومن المتوقع أن ترتفع النسبة بمقدار 17.3% حتى نهاية العام الحالي، نتيجة المتغيرات الكثيرة أبرزها تغيرات سعر الصرف وثبات أسعار المواد الغذائية على المستوى المرتفع، وزيادة أسعار بعض المواد الأخرى.
مئات الآلاف من المدنيين يسعون اليوم إلى تقليل عدد الوجبات اليومية وكميات الطعام للحصول على المستلزمات الأساسية، في خطوة جديدة نحو الهاوية وزيادة الفجوات في تمويل الاستجابة الإنسانية في سورية، حيث بلغت أعداد الأسر التي خفضت أعداد الوجبات الأساسية 71.2%، في حين وصلت ضمن المخيمات إلى 93.8%.
وهناك عجز هائل في عمليات الاستجابة الإنسانية دون أي إعلان من الأمم المتحدة لتمويل عمليات الاستجابة الشتوية، الأمر الذي يظهر النتائج الكارثية المتوقعة على المدنيين عموما والنازحين ضمن المخيمات بشكل خاص خلال فصل الشتاء الحالي.
وناشد «منسقو استجابة سورية» المنظمات الإنسانية العاملة في الشمال السوري، العمل على تأمين المستلزمات الأساسية للنازحين وخاصة مع دخول فصل الشتاء، وعجز المدنيين الكامل في التوفيق بين تأمين مستلزمات التدفئة وتأمين الغذاء.