تلعب القدوة دورا بالغ الأهمية في مجال التربية والتنشئة الاجتماعية الصحيحة للأبناء، والأسرة هي المعين الأول الذي تتشكل وتتحد فيه معالم شخصية الطفل، فهي التي تغرس لديه المعايير والقيم الدينية والأخلاقية التي يحكم بها على الأمور ومدى شرعيتها وصحتها، ومن الضروري أن يكون النموذج الذي يقتدي به الطفل صالحا يُعبر عن تلك القيم والمعايير لا بالقول فقط أو بالدعوة والإرشاد إليها، بل يجب أن تتمثل تلك القيم في سلوك الوالدين. والملاحظ الآن افتقاد القدوة النموذجية داخل بعض الأسر، وفي كثير من المجتمعات، الأمر الذي ينذر بالخطر الكبير، والعلاج هو ضرورة غرس مكونات قيمة حب النبي محمد صلى الله عليه وسلم فيصير حبه للأبناء هو القدوة الحقيقية، لقوله تعالى: (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة) فينبغي معرفة النبي صلى الله عليه وسلم معرفة وجدانية وسلوكية، كما يجب أن نكون نحن مثالا للقدوة للأبناء في التعليم والدراسة وصلة الرحم والتواصل، وأيضا فلان قدوة في الأمور الرياضية، وهذا ما يُسمى بتجزئة القدوات بالمصطلح الجديد، وهذا مهم للأبناء وأيضا للكبار لأنه لا نجد شخصية شاملة وكاملة من جميع الإيجابيات فنستفيد من هذا الجانب المميز فيه، ونستفيد من غيره في جانب آخر، كما علينا تقويم سلوكنا كمربين، ففاقد الشيء لا يعطيه، قال تعالى: (أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم) فبعض المربين قد يكون سيئ الخلق وهم قلة ولله الحمد، فيجب علينا نحن كمربين أن نقوّم سلوكنا أولا.