(الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلَّا يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ وَمِنَ الْأَعْرَابِ مَن يَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ مَغْرَمًا وَيَتَرَبَّصُ بِكُمُ الدَّوَائِرَ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ - التوبة: 97 - 98).
نذكر الأعراب بشيء من التفصيل، لأن هناك من الشبهات التي تمسّ الصحابة وأهل البيت رضي الله عنهم، حيث قالوا إن الصحابة كالأعراب فيهم المنافقون وفيهم الجهال من المؤمنين.
أما الأعراب فهم من يسكنون البادية وأغلبهم يعيشون حول المدينة المنورة، والأعراب فيهم الكفار والمنافقون وبعض من المؤمنين، لذلك لا يعيب الإنسان إن كان أعرابيا.
يقول الاستاذ عمر الشرقاوي في كتابه «الصحابة والقرابة في القرآن الكريم»: ولابد أن نعلم ان النفس الأعرابية والأعجمية ليست مذمومة في نفسها عند الله تعالى وعند رسوله صلى الله عليه وسلم وعند عباده المؤمنين، بل الأعراب منقسمون (أهل جفاء وأهل إيمان وبر).
صفات الأعراب: يتصف الأعراب بالجفاء والجهل والغلظة، يقول الطبري في جامع البيان: الأعراب أشد جحودا لتوحيد الله، وأشد نفاقا من أهل الحضر في القرى والأمصار، وإنما وصفهم جل ثناؤه بذلك لجفائهم وقسوة قلوبهم وقلة مشاهدتهم لأهل الخير، فهم لذلك اقسى قلوبا وأقل علما بحقوق الله.
ويذكر بعض العلماء ان جميع المنافقين من الأعراب ارتدوا عن الاسلام بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، ومن صفاتهم انهم اهل مكر ويتحينون الفرص حتى يوقعوا المؤمنين بالسوء، ولكن الله عزّ وجلّ يبطل كيدهم ومكرهم لأنه سبحانه يسمع ما يحيكون للمؤمنين بالخفاء وهو عليم بمكرهم.