لا أعرف من أين أبدأ، فهول الصدمة أوقف تفكيري، وعقدت المأساة لساني، فأصبحت لا أقوى على التعبير.. فقلبي قد انشطر وأصبح به وجع وألم وأحسست بأن كل ما بداخلي يتمزق حزناً وأسى على رحيل أميرنا ووالدنا الراحل سمو الشيخ نواف الأحمد، طيب الله ثراه.
إنها حقا فاجعة أبكت كل من في ديرتي الطيبة، المرأة العجوز، الشيخ الكبير، الأطفال وحتى البحر أوقف هديره ليذرف دموعا ساخنة وعبرات حزينة على المصاب الأليم.
إن أميرنا الراحل، رحمه الله، خرج من رحم هذه الأرض الطاهرة ليكون قائدا شجاعا وابناً مخلصا وبارا لأمه الكويت، ولقد كانت معرفتي مع سموه ومن خلال مقابلاتي وجدت فيه إنسانا رقيقا ودودا خلوقا حلو المعشر، كانت ابتسامته الدائمة نورا يضيء ما حوله.
فقد كان سموه، رحمه الله، شخصية متميزة وقيادة محنكة، فقد كان حكيما، صبورا، ذكيا ودودا يشعرك من أول وهلة بأن هناك من هم من علية القوم وأبناء الأجاويد الكرام من يكونون في قمة التواضع ودماثة الخلق القويم، لا يترفعون على أحد ولا تبرهم الأموال ولا الأضواء.
كان سموه، رحمه الله، يتمتع بمشاعر وطنية وشعبية جارفة وفياضة، إنه كان كريما وإنسانا نبيلا أحب الكويت من قلبه وأحبته من قلبها وفداها بروحه حتى آخر رمق في حياته.
رحل عنا الحبيب الغالي بعد أن ترك لنا بصماته الواضحة على كل عمل قام بإنجازه، وبلا شك أن أعماله الجليلة هي نبراس هداية لها واقع الأثر في نفوس كل من أحب هذا الرجل المعطاء، فنحن لا يمكن أن نتناسى الوقفة البطلة المشرفة مع شعب الكويت، وآخرها العفو عن أبنائه، فقد كان، رحمه الله، يعمل ليلا ونهارا حتى في مرضه من أجل الكويت وحب الكويت.
ستبقى ذكراك العطرة عبقا دائما، وستظل يا والدنا وقائدنا في عقولنا وقلوبنا شمسا ساطعة لن تغرب أبدا، وستبقى سيرتك الناصعة خالدة في صفحات تاريخ الكويت وفي سجل عظمائها.
لذلك نقول: لن ينطفئ سراجك المضيء إلى الأبد.
وندعو الله متضرعين أن يتغمد روحك الفردوس الأعلى ويلهم الكويت كلها الصبر والسلوان والثبات.. (إنا لله وإنا إليه راجعون).