بيروت ـ عمر حبنجر
لم تتوقف التهديدات الإسرائيلية باللجوء إلى الحرب لإبعاد حزب الله عن منطقة جنوب نهر الليطاني، في حال لم تنجح الديبلوماسية في إقناعه بالابتعاد، لكن الحزب يقلل من جدية هذه التهديدات التي يعتبرها مجرد قنابل صوتية.
المكتب السياسي لحزب «الكتائب» أعرب عن قلقه من صفقات قد تنجز على حساب لبنان، في لحظة مفصلية قد تحتم إعادة النظر بالقرارات الدولية وخرائط المنطقة، فيما البلد يرزح تحت وطأة غياب رئيس الجمهورية الذي يملك صلاحية التفاوض على ما يرسم، وحذر من ان تتحول المطالب الإسرائيلية بإبعاد حزب الله عن الحدود الشمالية، والتي يحملها الموفدون الغربيون، إلى ورقة مساومة يصرف فيها الحزب فائض قوته لتحقيق مكاسب على حساب لبنان وسيادته، وان أي خطوة من هذا النوع ستواجه بحزم.
داخليا، وافق مجلس الوزراء على 14 قانونا أقرهم مجلس النواب، مؤخرا، وبينهم التمديد سنة لقائد الجيش العماد جوزاف عون، الذي سيصبح نافذا بعد نشره في عدد الجريدة الرسمية الذي سيصدر اليوم الخميس، وغاب بند تعيين رئيس لأركان الجيش عن الجلسة ومثله ملء الشواغر في المجلس العسكري.
وكان الرئيس ميقاتي أرسل كتابا عاجلا إلى وزير الدفاع موريس سليم، المقاطع لجلسات مجلس الوزراء التزاما بقرار رئيس مرجعيته رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل، يطلب منه فيه رفع اقتراحات واضحة لأزمة سد الشغور في المؤسسة العسكرية خصوصا في مركز رئيس الأركان، في ظل الظروف الحربية التي تشهدها البلاد. وذكَّر ميقاتي بالمراسلات السابقة مع وزير الدفاع بهذا الشأن والتي لم تقترن بالاقتراحات المطلوبة.
ورد سليم بكتاب خطي إلى رئيس الحكومة أبلغه فيه بأنه ينتظر مآل التمديد، في إشارة إلى الطعن بهذا القانون الذي قرر «التيار الوطني الحر» التقدم به أمام المجلس الدستوري بعد نشره بالجريدة الرسمية. يشار إلى ان الرئيس ميقاتي وقع، صباح أمس، المراسيم الأربعة عشرة التي أقرها مجلس الوزراء. ويعكس السجال الحاصل بين رئيس الحكومة ووزير الدفاع حجم التأزم في العلاقة بين الرجلين بعد كلام رئيس الحكومة الصريح عن التعاطي الرسمي مع وزير الدفاع، منذ رفع الأخير صوته في إحدى جلسات مجلس الوزراء.
وحول مسألة الطعن بقانون التمديد أمام المجلس الدستوري، قالت المصادر المتابعة ان القانون شمولي وليس لمصلحة شخص معين وبالتالي، فإن مصير الطعن هو الرد.
وفي سياق الاتصالات الجارية بخصوص تعيين رئيس للأركان، حصل اجتماع بين النائب طوني سليمان فرنجية ووفد من «الحزب التقدمي الاشتراكي» برئاسة النائب وائل أبوفاعور، في محاولة لإنضاج هذا الملف.
وبدا ان هذا اللقاء هيأ لزيارة يقوم بها النائب تيمور جنبلاط إلى بنشعي للقاء رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية الذي لعب وزيراه زياد مكاري وجوني القرم دورا إيجابيا في تأمين نصاب جلسة مجلس الوزراء الأخيرة، وستكون الزيارة لافتة، إذ من المعروف أن تيمور جنبلاط عارض، منذ فتح الملف الرئاسي، ترشيح سليمان فرنجية.
ميدانيا، خيّم التوتر والحذر على المناطق الحدودية صباحا، وحلقت الطائرات المسيرة المعادية فوق بلدتي مجدل زون وشمع.
وكان العدو صعَّد من تعدياته على القرى الجنوبية، فاستهدف عددا من القرى في القطاعين الغربي والأوسط، وأغارت طائراته على جبل اللبونة، بالإضافة إلى قصف مدفعي مباشر.
وحتى صباح أمس، أطلق العدو الإسرائيلي القنابل الحارقة والضوئية على جبل اللبونة وجبل العلام، وسط استمرار تحليق الطيران الاستطلاعي المعادي فوق القرى المتاخمة للخط الأزرق وفوق قرى قضاء صور والساحل البحري.
كما ازدادت حركة النزوح من القرى التي تتعرض للقصف اليومي في اتجاه المناطق الآمنة وخاصة مدينة صور، حيث بلغ عدد النازحين المسجلين في إدارة الكوارث الطبيعة في اتحاد بلديات قضاء صور أكثر من 24 ألف نازح، من غير النازحين الذين لم يسجلوا في البلديات.
وطال القصف المدفعي المعادي أطراف بلدة حولا ـ وادي السلوقي، والأطراف الشرقية لبلدة بليدا. وأغار الطيران الحربي المعادي، صباحا، على المنطقة الحرجية الواقعة بين عين ابل وبنت جبيل وأطراف بلدة رامية.
ورد مقاتلو حزب الله باستهداف مستعمرة المطلة بصاروخين من الأراضي اللبنانية وقذيفة مدفعية معادية على تل نحاس.
وتعرضت أطراف بليدا الشمالية من جهة ميس الجبل وأطراف بلدة الناقورة لقصف مدفعي معاد.
ونعى حزب الله، في بيانين، حسن علي إبراهيم من بلدة بليدا في جنوب لبنان، ووسام حيدر مرتضى (علي أبو الحسن) من بلدة عيتا الجبل.
وسبق للحزب ان نعى كلا من عناد موسى من القصيبة وسكان صور، ومحمد نعمة سرور من عيتا الشعب.