(حم) افتتحت بها سبع سور انتصارا لإعجاز القرآن الكريم كما يقول ابن كثير (والكتاب المبين) ماذا يبين القرآن الكريم؟ يبين الحق، يبين كل خير تريده هو في القرآن وكل ما يحتاج إليه الإنسان في حياته في كتاب الله.
أسرار الحروف المقطعة في أوائل السور
قال ابن كثير: كل سورة افتتحت بالحروف فلا بد أن يذكر فيها الانتصار للقرآن وبيان إعجازه وعظمته، وهذا معلوم بالاستقرار في تسع وعشرين سورة مثل: (ألم ذلك الكتاب لا ريب فيه) (ألم الله لا إله إلا هو الحي القيوم نزّل عليك الكتاب بالحق) (آل عمران) (ألمص كتاب أُنزل إليك) الأعراف. (ألر كتاب أنزلناه إليك) إبراهيم. (ألم تنزيل الكتاب لا ريب فيه) (حم تنزيل من الرحمن الرحيم) فصلت. والحروف المقطعة سر من أسرار القرآن التي انفرد الله تعالى بعلمها، نؤمن بها ونقرأها كما جاءت.
الليل أخص بالنفحات الإلهية
(إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين) خص الله عز وجل في سورة الدخان بيان وقت نزول القرآن فأنزله في ليلة القدر المباركة كثيرة الخيرات وهي في شهر رمضان. كما أرسل الله عز وجل النبي صلى الله عليه وسلم مبشرا ونذيرا، ففي الكتاب العزيز البشارة لأهل التقوى، فيه النذارة للناس بما ينفعهم ويضرهم، وذلك بإرسال الرسل وإنزال الكتب لتقوم حجة الله على عباده.
فيها تكتب مقادير الخلائق
(فيها يفرق كل أمر حكيم) يخبرنا الله تعالى بما في هذه الليلة يفصل ويقضي ويفرق من اللوح المحفوظ إلى الكتبة من الملائكة كل أمر محكم من الآجال والأرزاق في تلك السنة، وغير ذلك مما يكون فيها إلى آخرها، لا يبدل ولا يغير، تقضى فيها الآجال والأرزاق، لذلك يجب أن يحرص الإنسان على تعهد الدعاء في رمضان، فإن دعاءك برحمة الله ترحم.
تعظيم للقرآن الكريم
(أمرا من عندنا إنا كنا مرسلين) أمر من عند الله تعالى، فكل شيء بقدرة الله وبقدر الله وبإذنه وعلمه وما يوحيه، إنا كنا مرسلين إلى الناس الرسل، أرسلنا محمدا ومن قبله من الرسل.
القرآن شفاء وهدى ورحمة
(رحمة من ربك إنه هو السميع العليم) يخاطبنا الله بربوبيته، والربوبية أن الله أوجدنا وربانا وأوصل لنا كل إحسان ونحن في بطون أمهاتنا، إنه هو السميع يسمع جميع الأصوات، العليم بجميع أمور خلقه الظاهرة والباطنة، يسمع لحاجاتهم، فإذا قلت يا الله فإن الله قد سمعك وإن قلت يا أرحم الراحمين قال سبحانه اسأل تجب، الله عالم بك سميع لقلبك ولسانك، علمه وسع كل شيء.
منزلة اليقين
(رب السماوات والأرض وما بينهما إن كنتم موقنين) خالق السماوات والأرض وما بينهما من الأشياء كلها، لأنه سبحانه هو خالق الكون ومدبره ومتصرف فيه بما يشاء، إن كنتم موقنين بذلك فاعلموا ان رب المخلوقات هو رب كل شيء.
عظمة الله تعالى
(لا إله إلا هو يحيي ويميت ربكم ورب آبائكم الأولين) يقول الله عز وجل ممجدا ذاته، توحيد الله قوة عظيمة للإنسان، الله لا إله يستحق العبادة إلا هو وحده لا شريك له يحيي ويميت، قدرته عظيمة نراها كل يوم، إما عزيزا دفناه أو رضيعا استقبلناه، فكم من عزيز دفناه وهذا مصير الكل.. (فاعبده) دون آلهتكم التي لا تقدر على ضر ولا نفع.
تخويف المشركين
(بل هم في شك يلعبون) الله تعالى يسلي قلب نبيه، فيخبرنا عن صفات أهل الضلال بأن الشك ساكن قلوبهم وأنهم في حيرة وأنهم يلعبون ويضيعون أجمل ما يملكون بما لا يعود عليهم بفائدة، وأما أهل الإيمان فإنهم في كل لحظة يتذكرون الله عز وجل.
(ألقيت هذه المحاضرة في مسجد فاطمة الجسار بمنطقة الشهداء)