بيروت - عامر زين الدين
أجمعت القيادات والمراجع الروحية مع بداية العام الجديد على التمنيات، بأن يسود الاستقرار ويحل السلام المنشود في ربوع لبنان والمنطقة وتتحقق الأماني، بإعادة نهوض مؤسسات الوطن وقيام الدولة.
وفي هذا السياق، أمل البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي في عظة قداس بدء السنة الجديدة، «ان تكون سنة سلام وخير وإيقاف الحرب على قطاع غزة وانتخاب رئيس جديد للبنان وانتظام الحياة الدستورية»، مشددا على «أهمية السلام في حياتنا ووطننا، والذي لا يتحقق حيث البغض والعبودية، فالسلام بطولة أما الحرب فضعف».
بدوره، تمنى شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز د.سامي أبي المنى أن «تحمل السنة الجديدة معها الخير للبنان والمنطقة، وأن تفتح مع حلولها أبوابا واسعة للإصلاح والصلاح وحل الأزمات، وأن تستكمل الخطوات الإيجابية بما يعيد للمؤسسات الدستورية هيبتها وللإدارة فاعليتها وللشعب ثقته بدولته»، آملا أن «تلجم آلة الحرب والإجرام الإسرائيلية وتعاد الحقوق لأصحابها ويرفع الظلم عن الشعوب المضطهدة والمقهورة».
وتساءل نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب: «هل من مصلحة لبنان الآن أن يقف بعض اللبنانيين وبعض القوى السياسية ضد المقاومة وأن يطلبوا منها أن تنسحب إلى خارج جنوب الليطاني؟ وهذا مطلب إسرائيلي! لا أريد أن أتهم أحدا بالعمالة، بل أقول إن هذا التفكير أساسا يعود إلى هذه الحياة السياسية التي نعيشها في لبنان وإلى النظام الطائفي، بأن تفكر كل طائفة في نفسها».
بدوره، أمل بطريرك الأرمن الكاثوليك روفائيل بيدروس الحادي والعشرون في قداس العام الجديد ان «يتعزز فينا مفهوم المغفرة والمصالحة لينتهي وقت الفشل وليبدأ وقت العمل والبناء»، قائلا: «نعم، علينا أن نتعالى عن مصالحنا وأنانيتنا لتسود المحبة فيما بيننا، وأن نبني وطننا بالتكافل والتعاضد، وننمي روح الوطنية، وهكذا نكون قد حققنا آمالنا».
وقال متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران إلياس عودة خلال ترؤسه القداس في كاتدرائية القديس جاورجيوس في ساحة النجمة: «الطامة الكبرى في هذا البلد هي الاعتياد على الفراغ في موقع الرئاسة، الذي يتأصل عاما بعد عام، وغياب مسؤول مطيع لدستور بلاده يقف عكس التيار السائد، ويعلي الصوت، داعيا إلى صون القانون واحترام الدستور. عدم تطبيق دستور البلد أصبح دستورا بذاته، كرسته بعض الجماعات المنتمية جسديا فقط إلى هذه الأرض، بينما عقولها وقلوبها ومصالحها متعلقة برايات ترفرف خارج ربوع وطن جرحته الانقسامات، ونهشته المطامع، وسودت صفحته أسماء ووجوه ما عاد اللبنانيون يرغبون في رؤيتها أو يقبلون بتمثيلها لهم».
ودعا راعي أبرشية صور وصيدا وتوابعهما المطران إلياس كفوري الى أن يصار إلى انتخاب رئيس للجمهورية تطبيقا لنص الدستور الذي يحتم على نواب الأمة أن يقوموا بهذه المهمة الوطنية ضمن المهلة الدستورية التي تم تجاوزها، وملء الشواغر في الإدارة وتشكيل حكومة أصيلة لخدمة أبناء الوطن.