ذكرني مثل «ضربني وبكى وسبقني واشتكى» بموقف حصل في إحدى الوزارات: موظفة افتعلت مشكلة مع زميلتها في العمل وأهانتها، ثم ذهبت إلى المدير شاكية زميلتها بأنها أهانتها وغلطت في حقها...»
المدير للأسف استمع للطرف الشاكي فقط، ولم يستمع إلى الطرف الآخر حتى تتبين له الحقيقة ويحكم بالحق.
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من قال في مؤمن ما ليس فيه أسكنه الله ردغة الخبال، حتى يخرج مما قاله». معنى ردغة الخبال: عصارة أهل النار وصديدهم.
ويقول عليه الصلاة والسلام في حديث آخر «إنما أنا بشر وإنكم تختصمون إليّ، ولعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض فأقضي له بنحو ما أسمع، فمن قضيت له بحـــق أخـــيه، فإنما أقطع له قــطعة من النار» متفق عليه.
الرسول عليه الصلاة والسلام يبين لنا في هذا الحديث الشريف أنه بشر مثلنا وإنه لا يعلم من المحقّ ومن المحقوق، وإنكم تتحاكمون إليّ في الخصومة فيكون بعضكم ألحن من البعض الآخر اي افصح وأقوى كلاما فأقضي له على نحو ما أسمع، فمن قضيت له من حق اخيه شيئا فإنما أقطع له قطعة من النار، فليأخذها أو ليتركها.
يجب على كل مسلم عاقل واع ألا يستعجل في إصدار حكمه دون دليل أو بينة، بل عليه التريث وسماع طرفي النزاع بهدوء ومن ثم يصدر حكمه، بناء على ما سمع وعلى الأدلة والشهود علّ وعسى ان يهديه الله ويوفقه الى الصواب.
آخر المقال: «لا تتخذ قرارا في حالة الغضب، أو الفرح أو الهم».