يقف فيلم «Wish» الجديد لاستديوهات «والت ديزني» كنقطة احتفالية بالذكرى المئوية لتأسيسها، ومحاولة لتكريم هذا التراث المليء بالعاطفة والموسيقى العميقة، ومع ذلك يبدو الفيلم غير قادر على الوصول إلى مرتبة الأعمال السابقة.
الفيلم يسعى لاستحضار جوهر فترة الرسم اليدوي، أو على الأقل يعطي شعورا بوجوده في مزيج بين الخلايا المرسومة والبكسلات المتحركة، بما في ذلك الخلفيات المفصلة المضاءة بضوء القمر التي تذكرنا برسوم توضيحية للقصص القصيرة، وتحاول الرسومات المتحركة فيه- التي يتم تقديمها تحت إدارة المخرج كريس باك من «Tarzan» والمخرجة المبتدئة فون فيراسونثورن- أن تربط بين الماضي والحاضر.
تستلهم قصة المملكة في «Wish» من ثقافات شبه الجزيرة الأيبيرية، وتدور حول الملك ماغنيفيكو (يؤدي صوته كريس باين)، الذي يعد حاكما سحريا وحارسا لأمنيات شعبه، ويتعهد له السكان بتحقيق رغباتهم، على أمل أن يحققها لهم يوما ما، مع قبولهم فكرة نسيان تلك الرغبات، ومع ذلك تكتشف الشابة النابضة بالحياة، آشا (تؤدي صوتها أريانا ديبوز)، خلال محاولتها لتصبح مساعدة للملك، أن ما يختاره «ماغنيفيكو» من أمنيات فقط من أجل سلطته وليس شعبه، مما يدفعها الى تكريس مهمتها لكشف الحقيقة للسكان ودعوتهم للمطالبة باسترداد أمنياتهم.
كما هو الحال مع بطلات «ديزني» الأخريات وأغانيهن الملهمة، تحظى «آشا» بلحظتها الخاصة مع أغنية «This Wish»، التي ترمز فيها إلى نجمة أمنيات ذات وعي، ويميز هذه اللحظة أداء أريانا ديبوز القوي والتأليف الموسيقي الرائع لجوليا مايكلز وبنجامين رايس، حيث تتحرك الكاميرا حولها بينما تنظر إلى المستقبل الواسع أمامها، ما يجعلها واحدة من أكثر لحظات الفيلم إثارة للإعجاب.
وعلى الرغم من هذه اللحظات المتميزة، يبقى «Wish» بعيدا عن الجرأة الإبداعية التي ميزت أفلام نهضة «ديزني» وأعمالها السابقة، فالفيلم يبدو كأنه يحاول بشدة إرضاء الجمهور دون أن يقدم شيئا جديدا ومبتكرا.
يحاول الفيلم أن يكون نسخة حديثة من «سنو وايت» أول فيلم لـ «استوديو ديزني»، وذلك بتجسيد صفات أقزام «سنو وايت» السبعة من خلال مجموعة أصدقاء «آشا» المتنوعين، كما يقدم الملك «ماغنيفيكو» كنقيض ذكوري للملكة الشريرة في الفيلم الأصلي، لكنه لم يكن بالمستوى المطلوب في هذا الجانب.
من ناحية أخرى، فإن شخصية فالنتينو الماعز (يؤدي صوته آلان توديك) كانت في السابق مبتكرة، لكنها أصبحت مكررة كثيرا لشخصية كوميدية تعكس تناقضا بين المظهر الخارجي اللطيف والصوت الجاد أو الخشن، وشعرنا كأنها مضافة بشكل غير ضروري في قصة بها العديد من الشخصيات المساعدة، كما يقدم الفيلم شريرا لا يمكن تغييره، مخالفا بذلك اتجاهات أفلام «ديزني» الحديثة التي تميل إلى تجنب وجود شرير صريح أو تؤجل الكشف عنه حتى نهاية القصة.
يمكن اعتبار «Wish» عملا يتراوح بين المتوسط والجيد، حيث يتلألأ في بعض اللحظات بلمسة من سحر «ديزني» الذي يعود تاريخه إلى قرن من الزمان، وفي لحظات أخرى ينطفئ لمعانه ويكون عاديا وغير جذاب.