بيروت - منصور شعبان - عامر زين الدين
توقعت مصلحة الأرصاد الجوية ألا يكون الطقس مستقرا اليوم مع حصول انفراجة واسعة خلال النهار، في مؤشر الى انحسار العاصمة «حنين» اليوم التي عصفت بلبنان من أقصاه الى أقصاه، وغطى الثلج جباله على ارتفاع 1500م وغمرت السيول طرقه الساحلية وفاضت أنهر بيروت وأنطلياس والكبير شمالا، وأحدث المطر انهيارات صخرية وترابية في عدة مناطق، وقطعت الشوارع وأربكت المواطنين خصوصا منهم من احتجزهم المطر داخل سياراتهم التي غرقت في المياه، ونجح فوج الإطفاء والدفاع المدني بإنقاذهم من الهلاك.
وألحقت السيول الجارفة المزيد من التصدع في احد منازل البطريركية المارونية (المقر الصيفي للبطريرك الماروني) في الديمان والمأهول من قبل إحدى العائلات المزارعة، وعلى الأثر تجمع الاهالي ودعموا المنزل، بشكل بدائي، وعملوا على إخلائه.
وعمل الوكيل البطريركي في الديمان الخوري طوني الآغا على تأمين إقامة ساكني المنزل، منددا بإهمال المسؤولين هذه المسألة الانسانية على الرغم من المراجعات المتكررة.
والكلام عن تحديد المسؤوليات في لبنان ليس أكثر من «وجهة نظر» لتنوع التبريرات بين وزارة الأشغال والبلديات وعلى قاعدة المثل الشعبي «بين حانا ومانا ضاعت لحانا» مع الإشارة الى ان المواطن يتحمل جزءا من المسؤولية إذا كانت هناك إرشادات.
أخبار «حنين» طرحت السؤال عن النازحين من المناطق الحدودية، وذكرت ادارة وحدة الكوارث في اتحاد بلديات قضاء صور، في بيان، ان عدد المسجلين لديها بلغ 33 ألفا، ودعت الهيئات المحلية والمعنية، الرسمية والخاصة، لتحمل مسؤولياتها تجاه تأمين حاجاتهم.
في الأثناء، تناول جنبلاط، عبر منشور في منصة «إكس»، قضية محاكمة إسرائيل أمام العدل الدولية، وقال ان «القنوات الغربية لم تقم ببث مباشر لمرافعات جنوب أفريقيا يوم 11 يناير الى محكمة العدل الدولية في الشكوى المقدمة منها لإدانة جرائم الاحتلال الإسرائيلي والإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين، لكن عندما جاء دور إسرائيل للرد في 12 يناير تم بث مرافعاتها مباشرة على جميع وسائل الإعلام الغربية». وكتب جنبلاط ساخرا: «العالم الغربي المتحضر فوق أي مساءلة».
وبالحديث عن مهمة الموفد الرئاسي الأميركي آموس هوكشتاين في لبنان، يتم التداول بأن السفيرة الأميركية الجديدة ليزا جونسون ستتولى متابعة ما تناوله مع المعنيين اللبنانيين ومحاولة تجاوز العقبات التي أهمها عدم وجود رئيس للبنان يعطي رأيه بالمطروح.
وهنا سأل البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي، خلال عظة الأحد: «أين هو لبنان اليوم، والنافذون من كل تكتل نيابي وأحزاب وذوي أهداف شخصية ومشبوهة يمعنون في بتر رأس الدولة، بتعطيلهم لانتخاب هذا الرأس»، جازما بأنه «لا يمكننا القبول بتغييب رأس الدولة المسيحي الماروني». وقال «لا يمكن القبول بربط انتخاب الرئيس بوقف الحرب على غزة».
وأضاف: «كثر الحديث عن حركة دولية تهدف إلى ترسيم الحدود على الرغم من ان هذه الحدود مرسمة ومثبتة، وكل هذا يجري وموقع الرئاسة الأولى شاغر، ومع حكومة غير مكتملة الصلاحيات».
ودعا إلى «تنفيذ القرارات الدولية بشأن الجنوب وندعو لعدم إجراء أي تعديل حدودي في ظل الفراغ الرئاسي».
من جهة أخرى، صدر بيان في نهاية زيارة وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات السلام جان بيار لاكروا للبنان، بين انه ناقش «الدور المهم الذي تلعبه القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان «اليونيفيل» في تهدئة التوتر على طول الخط الأزرق»، مشددا على أنه «يجب على جميع الأطراف وقف إطلاق النار والالتزام بالقرار 1701 والعمل على التوصل إلى حل سياسي وديبلوماسي دائم». وأكد أن «هذه هي الطريقة الوحيدة لتحقيق سلام دائم».
وعلى صعيد آخر، أكد النائب السابق نبيل نقولا، في بيان، «انني أبلغت هاتفيا من قبل أمانة السر في التيار الوطني الحر بالخيار إما اشطب نفسي من المجلس السياسي أو تقوم أمانة السر بذلك، وكان جوابي «اعملوا ما يريحكم» لأنني اعتبرت ان هذا الأمر مزحة. بالفعل، حاولت الدخول إلى المجموعة فوجدت أنني شطبت.
وعلمت من البعض أنني ذهبت بعيدا بتأييدي التمديد لقائد الجيش العماد جوزاف عون الذي حافظ على وحدة المؤسسة العسكرية كما كان تأييدي لفخامة الرئيس ميشال عون لمحافظته على الدولة ووحدة الوطن».
وفي الجنوب اختلط برق العاصفة «حنين» ورعدها بأصوات انفجارات القذائف وهدير المقاتلات، اذ انها لم تمنع الاحتلال الإسرائيلي من مواصلة اعتداءاته.
وأعلن «حزب الله» عن استهدافه مرابض مدفعية الاحتلال في خربة ماعر بالأسلحة الصاروخية وحقق فيها إصابات مباشرة، وكذلك استهدف «قوة عسكرية للجيش الإسرائيلي في مستوطنة كفر يوفال بالأسلحة المناسبة، مما أدى إلى وقوع عدد من الإصابات في صفوف القوة بين قتيل وجريح»، وأقرت هيئة البث الإسرائيلية بإصابة 5 من جنود الاحتلال في اشتباك بمزارع شبعا.
كما قتل إسرائيلي بصاروخ أطلق من لبنان وأصاب منزلا في تجمع سكاني في مناطق حدودية شمال إسرائيل، وفق ما أفادت خدمة الإسعاف والجيش الإسرائيليين امس.