بلا شك أن العناد والاستكبار آفتان من آفات هذا العصر التي تهوي بصاحبها في هاوية واد سحيق لا قرار له.
والعناد هو أساس تدمير أحاسيس الإنسان وتحويل عقله من ميزان حكيم إلى ميزان عقيم، عندها يخسر هذا الإنسان محبة الله سبحانه وتعالى، ثم محبة الأهل والأصدقاء والمقربين منه، لذلك لا بد أن نتواضع وألا نكابر بالعناد، بل يجب أن نواكب الأعمال ذات النوايا الحسنة التي تربط العقل بالعقل والقلب بالقلب والروح بالجسد.
وبلا أدنى شك أننا كلما أحببنا بعضنا بعضاً وتواضعنا كلما تقربنا من الله سبحانه وتعالى وأصبحت أحاسيسنا هي الدليل على نوايانا الحسنة، أما آفة الاستكبار فلابد أن نحللها تحليلا عميقا من جذورها، ومن ثم نتقرب منها عن كثب لنتعرف على دقائق أمورها الخطيرة التي تضرب بعنف سهامها في قلوبنا الرقيقة والسليمة فتحيلها إلى سواد قاتم، وتوصلنا إلى الغرور الذي يؤدي بنا إلى الهلاك.
لذلك، عندما نملأ قلوبنا بكم هائل من الود والمحبة والتواضع، فحتما سنجني ثمارا طيبة حلوة المذاق، فهناك على ضفاف نهر الحياة أنواع عديدة من البشر وأخطرها التي تحمل غلا وحقدا وكراهية وكبرا، وكل هذه الصفات غير الحميدة التي يتنافر منهم الناس. وحقيقة أن الكبر صفة سيئة يكرهها ديننا الحنيف، حيث ذكرها الله عز وجل في آياته الكريمة كما أكدها رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، حيث قال: «لا يدخل الجنة من كان في قلبه ذرة من كبر»، والذرة هي أصغر جزء في المقاييس وقد تدخل الإنسان والعياذ بالله النار.
لذلك نوصي أبناءنا وأهلنا وجيراننا وأصدقاءنا بالامتثال لأوامر ديننا الحنيف وترك العناد والكبر جانبا، وإحلال السلام والمحبة والتواضع مكانهما حتى يشيع التراحم والترابط ويعم الخير بين مجتمعنا الذي يربطنا جميعا برباط واحد وهو «أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله».
اللهم اغفر لنا ذنوبنا، وكفر عنا سيئاتنا، واعف عنا، وقربنا من كل عمل يقربنا إليك يا أرحم الراحمين.