عواصم - منصور شعبان وخلدون قواص وعامر زين الدين
حافظت الجبهة الجنوبية على حرارتها المرتفعة في ظل استمرار الغارات وتبادل القصف والهجمات بين الجيش الإسرائيلي و«حزب الله» مع استمرار المساعي التي يبذلها المعنيون بالملف اللبناني لإبعاد خطر توسع «حرب غزة» إلى لبنان، وفي هذه الخانة صبت لقاءات رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في مؤتمر دافوس الاقتصادي، وكذلك تذكير الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بتحذيراته السابقة من «توسيع رقعة الحرب في المنطقة، وتجنب ان يلتحق حزب الله بها»، مؤكدا تمسك باريس «بسلام لبنان واستقراره».
ويسود الترقب الاستئناف المحتمل لتحرك اللجنة الخماسية العربية - الدولية وقطر وان كان من دون بروز مواعيد محددة، حيث يجري الحديث عن ايفاد المبعوثين القطري الشيخ جاسم بن فهد آل ثاني «أبو فهد» والفرنسي جان إيف لودريان لوضع التقرير النهائي قبل اتخاذ قرار تحديد موعد الانتخاب الرئاسي، وهناك من يحاول نشر التفاؤل بإمكان حصول ذلك بعد شهر رمضان المبارك، إذا لم توسع إسرائيل الحرب.
وهنا أكد مفتي لبنان الشيخ عبداللطيف دريان ان ما تقوم به اللجنة الخماسية بخصوص لبنان هو خارطة طريق يبنى عليها. وقال: علينا ألا نضيع الفرصة المتاحة لنا، فلنضع مصالحنا الشخصية جانبا، ولنساعد انفسنا لكي يساعدنا الآخرون. وأضاف: علينا كلبنانيين وخاصة المجلس النيابي ان يلتقط خارطة الطريق هذه ويدعو لانتخاب رئيس للجمهورية في أقرب فرصة.
وقال خلال لقاءاته مع المسؤولين في دولة قطر: لدينا امل وثقة مطلقة ان تثمر المساعي والجهود المهمة والمميزة التي تقوم بها قطر مع الأشقاء العرب في اللجنة الخماسية الوصول الى نتائج إيجابية بالتوافق والوفاق لانتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية.
وطالب السياسيين بالائتلاف للالتقاء على القواسم المشتركة، محذرا من أي انقسام في البلد بسبب الشغور الرئاسي؛ خشية المزيد من انهيار المؤسسات وعدم الاستقرار وانتشار الفوضى بشتى أشكالها، وعندها يدخل الوطن في غيبوبة.
ودعا القوى السياسية إلى ألا يزايد بعضها على بعض في الدفاع عن سيادة وحرية واستقلال لبنان: «كفانا شعارات رنانة وطنانة نريد أفعالا لا أقوالا».
بدوره، اعتبر النائب ملحم خلف أنه «في اليوم 364، القارب اللبناني متروك من دون قبطان لأهواء عواصف عاتية بدأت تلوح الرياح فيها لتقذف البلد الى المجهول». وتوجه الى النواب قائلا: «في هذا الظرف الصعب والعصيب، بح صراخ الشعب! انه يستغيث: اين القبطان؟ اين البحارة؟ انه زمن الإنقاذ من الانقلاب! الأولوية هي في انتخاب رئيس للجمهورية فورا وفقا لأحكام الدستور. ان القاعة العامة في مجلس النواب تنتظركم لجلسة واحدة مفتوحة بدورات متتالية لا يقفل محضرها إلا بإعلان انتخاب رئيس الجمهورية...».
والمستجد الآن، هو النقاش الحاد بين «حزب القوات اللبنانية» و«التيار الوطني الحر».
اذ قال النائب فادي كرم، عضو «تكتل الجمهورية القوية»، في حديث الى «صوت كل لبنان»، إن «هناك اعتراضا كبيرا على موقف رئيس الحكومة ميقاتي بشأن ربط الساحة الجنوبية بحرب غزة وتسليم القرار الرسمي اللبناني الى حزب الله»، مؤكدا أن «هذا القرار الغريب سيكون موقع مواجهة لأنه يخدم القوى الممانعة». وأضاف: «على التيار الوطني الحر ان يحسم أمره الى جانب طرف الممانعة أو طرف السيادة، إذ لا يمكنه البقاء في موقف وسطي».
وبالنسبة إلى طرح رئيس مجلس النواب نبيه بري بأن سليمان فرنجية هو المرشح الوحيد اليوم، قال: «إن هدف هذا الطرح قمعي».
إلى ذلك، كشف امين سر اللقاء الديموقراطي النائب هادي ابو الحسن لـ «الأنباء» ان رئيس اللقاء والحزب التقدمي الاشتراكي النائب تيمور جنبلاط سيتابع جولة المشاورات وجوجلة الآراء، بهدف تعزيز شأن الحوار والتلاقي وتغليب المصلحة الوطنية على المصالح الإقليمية والخارجية، كمدخل وحيد لحل كل الأزمات، بغض النظر عن التقارب بالأفكار أو التباعد، وإنجاز الاستحقاقات وضمان الأمن الاقتصادي والاجتماعي للمواطنين»، مؤكدا على «اجتماعات أخرى مرتقبة، مع حزب الطاشناق، تكتل نواب الاعتدال الوطني، وقد تشمل الجولة أيضا مرجعيات روحية، لتحقيق الاهداف المرجوة».