أطلقت «طاولة حوار المجتمع المدني» CSID «تجمع دولة لبنان الكبير»، في احتفال بالصرح البطريركي ببكركي، حضره البطريرك الماروني بشارة الراعي، والرئيس امين الجميل، وزيرا التربية والاقتصاد في حكومة تصريف الأعمال عباس الحلبي وأمين سلام، والنائبان اللواء اشرف ريفي وأديب عبد المسيح، والسيد مصطفى هاني فحص، والدكتور انطوان مسرة والسيدة حياة ارسلان، وممثلون عن رؤساء الطوائف والأحزاب وفعاليات ديبلوماسية وسياسية واجتماعية ونقابية.
افتتح الاحتفال بالنشيد الوطني اللبناني، تبعته مداخلة للرئيس أمين الجميل، مستعرضا المراحل التي مر بها لبنان منذ الاستقلال، وقال: «لا مفر من إحياء دولة 1920 أي الدولة الواحدة، وإحياء ميثاق دولة 1943 أي الدولة ـ الدستور، لأن البديل، بالخلاصة، هو العودة الى اللا دولة والتفرقة، أي دولة الطوائف، دولة المذاهب، دولة السفارات، دولة توزيع الولاءات واستدراج دول الاقليم، مع ما تفترضه من نزاعات عسكرية في الداخل وولاءات سياسية للخارج».
وأضاف: «لابد من تحصين النظام بحركة تحديثية نهضوية تقوم على اعتماد اللامركزية الموسعة التي توفر لكل جماعة حقوقها».
وأشار إلى انه «لابد من معالجة فورية لمشكلتي الخوف والغبن لدى جميع اللبنانيين، لننتقل عندها من نظام الامتيازات المفروضة واللامساواة الى نظام الدولة الراعية والضامنة وتحصين لبنان عن التدخلات الخارجية»، ولفت إلى انه: «لا مفر ايضا من استعادة حالة لبنان السيادية، الاستقلالية، الوحدوية بتثبيت حياد لبنان».
وكانت كلمة للنائب ريفي قال فيها: «لقد تحول لبنان الكبير من الوطن الملجأ، الى الوطن الهوية فلم يعد حاجة فقط، بل أصبح حقيقة نعيشها في كل يوم وندافع عنها، ونواجه المشاريع الهدامة المتربصة به.
لم يكن من السهل أن نحافظ على الهوية الواحدة، وسط كل هذا التنوع الديني والمذهبي، لكن من المؤكد التمسك بها مهما كانت الصعوبات».
وقال عبد المسيح: «بعد مرور 100 عام على اعلان لبنان الكبير، علمتنا التجارب القاسية انه لا خلاص لنا سوى الانطلاق من ثقافة الاحترام المتبادل وتقبل الاخر وعدم قدرة احدهم على الغاء الآخر، وهذا ما شددت عليه وثيقة الاخوة الإنسانية بين البابا فرنسيس وشيخ الازهر عندما التقيا في الامارات العربية المتحدة للتوقيع عليها في فبراير 2019».
أما فحص فقال: «إن موقع ودور الجماعة الشيعية، حاسم في جغرافيا لبنان الكبيرة، كما أن موقعها الحدودي، حولها إلى لاعب أساسي، وافرادها لا يحتاجون إلى فحص دم، من البعض، حتى يؤكدوا انتماءهم، فهم الذين رسخوا في فكرهم مفهوم لبنان، نصا وفعلا، لذلك لابد من تذكير بمحطتين، الأولى: وثيقة الوفاق الوطني، التي صدرت عن المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى سنة 1977، والتي وصفت بصيغة 77 الشيعية، وعنوانها لبنان.. وطن نهائي لجميع بنيه.
أما الثانية، فهي الثوابت الإسلامية الصادرة عن القمة الإسلامية، في عرمون، سنة وشيعة ودروزا، والتي جاء فيها أن لبنان.. وطن نهائي لكل أبنائه، عربي الهوية والانتماء، وقد وردت هذه المعادلة، في نص وثيقة الوفاق الوطني: «اتفاق الطائف حرفيا».
ثم القى د.مسرة مداخلة بعنوان تجمع دولة لبنان الكبير 192: «مصالحة اللبنانيين بين الجغرافيا والتاريخ».
وكانت كلمة لحياة ارسلان قالت فيها: «إن ثوابت هذا التجمع هي: أولا ـ الدستور هو دين الدولة، ثانيا ـ الحياد الإيحابي هو وقايتنا وحمايتنا وهدف نسعى لتحقيقه. ثالثا - المسلمات الوطنية والتزام القرارات الدولية وجعل لبنان دولة القانون والمؤسسات هي سياستنا».