بيروت ـ عامر زين الدين
كشف رئيس حزب «حركة التغيير» المحامي ايلي محفوض أن محامي الحزب تحضروا، لتقديم شكاوى جزائية امام النيابة العامة التمييزية في بيروت مع اتخاذ صفة الادعاء الشخصي، ضد كل من تناول البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي بالإساءات، تعليقا على موقفه في عظة الاحد من بكركي، والذي تناول فيه واقع ابناء الجنوب الراهن، امام التهديدات الاسرائيلية وتعاظم المخاوف من توسيع الحرب، واخلاء نسبة كبيرة من العائلات منازلهم المحاذية للأمكنة التي تطالها الاستهدافات العسكرية.
وقال محفوض في تصريح لـ«الأنباء»، قرارنا ليس دفاعا عن البطريرك الراعي فحسب، وانما لسائر المرجعيات الروحية في لبنان. وعندما جرى توقيف اسقف ماروني آتيا من القدس واستجوابه طويلا، لم نسمع اي تعليق منهم، لكن عندما يتخذ رأس الكنيسة موقفا تجاه ابناء رعيته وكل اللبنانيين تخرج هكذا تصرفات مخزية، فهذا امر غير مقبول. ثمة جرح نازف لأهالي الجنوبيين بسبب استجرار الخراب والدمار والشلل الى المناطق الحدودية، كما قال غبطته وهذا أمر معروف، ومن تطاول عليه هم معروفون كذلك، وضمن البيئة نفسها لـ«حزب الله»، الذي كان له لقاء قبل فترة في بكركي».
واضاف: «خطوتنا لن تؤثر على التواصل واللقاءات، لكن من المنطق ان يضبط الحزب شارعه وعدم إلباس البطريرك الماروني لبوس العمالة وغيرها، وان كانت تلك الاتهامات لا تجدي نفعا، الا انها تزيد من الشرخ والانقسامات السياسية بهكذا درك».
ومضى يقول: «اننا ندعو الى عقد مؤتمر، من اجل المصارحة بين اللبنانيين وعدم الاستمرار بهذا التكاذب، بدليل ما جرى مع البطريرك الراعي، علما ان لبنان ذو حالة خاصة واستثنائية بوجود 18 طائفة، وضمن جمهورية واحدة أورثنا اياها اجدادنا وعلينا المحافظة عليها، بصيغتها وحدودها ومميزاتها».
وختم: «اننا احوج الى تضامن داخلي وتلاقي وتعزيز للحوار، حيث نعيش في لحظة انقسام سياسي ومخاطر وجودية للوطن ككل».
وصدرت مواقف مستنكرة بهذا الخصوص، بينها لعضو «اللقاء الديموقراطي» النائب راجي السعد، الذي كتب على منصة «X»: التهجم على البطريرك الراعي لا يخدم العيش المشترك ولا وحدة اللبنانيين، ومحاولة التطاول على رأس الكنيسة المارونية لن يفيد في مناصرة أي قضية خارجية. ويبقى غبطة البطريرك ضمير لبنان شاء من شاء وأبى من أبى ومجد لبنان أعطي له».
بدوره، كتب النائب شوقي دكاش: «ليست الحملة المسعورة جديدة، فبكركي كانت وستبقى أمينة على لبنان 10452 كلم2 وعلى حمل هموم الناس، والتمسك بثقافة الحياة والأمل والعمل. بكركي، كما لبنان والحق والحقيقة ثوابت راسخة».
كذلك كتب النائب فؤاد مخزومي: «كل التضامن مع البطريرك الراعي، الذي يتعرض لحملة تخوين ممنهجة ومعروفة الأهداف، نرفضها رفضا مطلقا. فغبطته كان وسيبقى رمزا للعيش المشترك وركنا أساسيا من أركان السلم الأهلي والحفاظ على لبنان وسيادته وثوابته الوطنية».
وكانت مواقع التواصل الاجتماعي قد اشتعلت عقب مواقف الراعي بالمنتقدمين حد التخوين والكلام المشين والمقذع، من خلال استخدام تعابير مختلفة ومنها «ثقافة الموت»، مما استدعى ردودا بالمقدار نفسه ضد حزب الله وقوى جنوبية والمغردين.