شهدت مدينة رفح جنوبي غزة، حيث لجأ ملايين الفلسطينيين هربا من الحرب التي أتمت 4 اشهر أمس، ضربات إسرائيلية مكثفة، في وقت تتواصل الجهود الديبلوماسية للتوصل لهدنة جديدة في ظل تصاعد التوترات في المنطقة.
وأعلنت وزارة الصحة التابعة لحركة «حماس» عن مقتل 100 مدني على الأقل في ضربات استهدفت عمارتين سكنيتين برفح.
وأشارت الوزارة إلى ارتفاع حصيلة القتلى الفلسطينيين منذ بدء الحرب إلى 27238 شخصا، وقالت في بيان على حسابها في فيسبوك أمس إن «الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 12 مجزرة ضد العائلات في قطاع غزة راح ضحيتها 107 شهداء و165 إصابة خلال الـ 24».
وتابعت أنه بذلك «ارتفعت حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 27238 شهيدا و66452 إصابة» منذ 7 أكتوبر الماضي.
وأكدت «أن عددا من الضحايا مازال تحت الركام وفي الطرقات يمنع الاحتلال طواقم الإسعاف والدفاع المدني من الوصول إليهم».
ودارت اشتباكات ومعارك ضارية بين عناصر فصائل المقاومة الفلسطينية وجيش الاحتلال في مناطق متفرقة من القطاع، بينما دوت صفارات الإنذار في مستوطنات «غلاف غزة» بسبب صواريخ أطلقتها المقاومة من غزة.
من جهته، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي أفيخاي أدرعي على حسابه في منصة «إكس» إن القوات الإسرائيلية نفذت عمليات مداهمة في شمال ووسط غزة، وقامت بـ «تصفية العشرات» وتدمير عدة منصات لإطلاق القذائف المضادة للدروع.
وتحت المطر، واصل آلاف السكان الفرار من المعارك الدائرة والقصف الإسرائيلي في السيارات وعلى الدراجات الهوائية أو حتى سيرا على الأقدام.
وفي الضفة الغربية المحتلة، اقتحمت القوات الإسرائيلية منطقتين في بيت أمر شمال مدينة الخليل.
واعتدى مستوطنون على أهالي تجمع راس العوجات شمال مدينة أريحا وسرقوا ممتلكاتهم بحراسة جنود الاحتلال.
جهود مكثفة لهدنة ثانية
وفي وقت تتواصل المعارك بلا هوادة، تتكثف الجهود الديبلوماسية للتوصل إلى هدنة ثانية تكون مدتها أطول من تلك التي امتدت أسبوعا في أواخر نوفمبر الماضي.
وبالتزامن مع زيارة جديدة مرتقبة إلى القاهرة، لرئيس المكتب السياسي لـ «حماس» إسماعيل هنية، لمناقشة مقترح هدنة جديدة، أفاد مصدر في الحركة بأن الاقتراح يشمل ثلاث مراحل، ينص في المرحلة الأولى على هدنة تمتد ستة أسابيع تطلق خلالها إسرائيل سراح ما بين 200 و300 أسير فلسطيني، في مقابل الإفراج عن 35 إلى 40 رهينة محتجزة في غزة، على أن يتسنى دخول ما بين 200 و300 شاحنة مساعدات يوميا إلى غزة.
وسيكون مقترح الهدنة هذا في قلب زيارة جديدة لوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في المنطقة اعتبارا من اليوم، تتخللها محطات في كل من: مصر والمملكة العربية السعودية وقطر وإسرائيل والضفة الغربية المحتلة.
وقال بلينكن، قبيل توجهه إلى المنطقة، إنه يسعى خلال هذه الجولة إلى العمل على «سلام دائم في المنطقة، بما في ذلك أمن مستدام للإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء».
وستكون هذه المرة الخامسة التي يجري فيها وزير الخارجية الاميركي زيارة للمنطقة منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل و«حماس» بعد هجوم 7 أكتوبر.
وتأتي جولة بلينكن الشرق أوسطية الجديدة غداة جولة مماثلة لنظيره الفرنسي ستيفان سيجورنيه بدأها أمس وتستمر حتى بعد غد وتتمحور حول الآفاق السياسية لمرحلة ما بعد الحرب في غزة.
الضحايا فوق الـ 100 ألف
في هذه الأثناء، قالت منظمة الصحة العالمية إن عدد المصابين والمفقودين والضحايا في قطاع غزة يتخطى 100 ألف، مع تدهور الوضع في القطاع، وهو ما يمثل 4.3% من سكان قطاع غزة البالغ عددهم 2.3 مليون.
وقال ريتشارد بيبركورن، ممثل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، في كلمته خلال المؤتمر الصحافي الأسبوعي للأمم المتحدة عبر رابط فيديو من القدس المحتلة، إن بقية سكان القطاع يواجهون ظروفا صعبة، ويعانون من صعوبات في تأمين احتياجاتهم الأساسية من الأمن والغذاء والصحة والتدفئة.
وأوضح ان وسط غزة يشهد تصاعدا في الأعمال العدائية، ما يزيد من عرقلة الوصول إلى المرافق الصحية المتوفرة.
وأعرب بيبركورن عن قلقه الشديد إزاء عدم تمكن كل من المرضى والعاملين الصحيين من الوصول بشكل مستمر إلى المستشفيات، وقال إنه من بين 36 مستشفى في غزة لا يعمل بشكل جزئي سوى 13، بينما يتم تشغيل فقط 13 من 73 مركزا للرعاية الصحية الأولية في القطاع. وأردف «تشير تقديراتنا الآن إلى أنه يجب أن يتم الإخلاء الطبي لـ 8 آلاف من سكان غزة على الأقل،» مضيفا أنه من بين أولئك المحتاجين، يعاني 6 آلاف شخص من إصابات حرب وصدمات نفسية متعددة، ولم يتم نقل سوى قلة قليلة بنجاح عبر مدينة رفح بجنوب القطاع.
إلى ذلك، أعلنت القيادة الوسطى الأميركية أن السفينة «يو إس إس كارني» أسقطت مسيرة فوق خليج عدن أمس الأول ولم يبلغ عن إصابات أو أضرار.
وأضافت «نفذنا ضربات ضد 4 مسيرات تابعة للحوثيين كانت جاهزة للانطلاق. والمسيرات كانت في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن».
ولفتت القيادة الوسطى الأميركية في بيانها إلى ان «المسيرات شكلت تهديدا للسفن وللبحرية الأميركية في المنطقة، ودمرناها دفاعا عن النفس».
وشدد «إجراءاتنا ستحمي حرية الملاحة في البحر الأحمر، وستجعل المياه الدولية أكثر أمنا».