أعلنت وزارة الدفاع السورية أمس مقتل «عدد من المدنيين والعسكريين» وإصابة آخرين بجروح جراء هجوم جوي أميركي على مواقع وبلدات شرقي سورية وبالقرب من الحدود مع العراق.
وقالت الوزارة في بيان نشرته وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أمس «إن القوات الأميركية شنت فجرا عدوانا جويا سافرا على عدد من المواقع والبلدات في المنطقة الشرقية من سورية وبالقرب من الحدود السورية ـ العراقية، ما أدى إلى مقتل عدد من المدنيين والعسكريين وإصابة آخرين بجروح وإلحاق أضرار كبيرة بالممتلكات العامة والخاصة».
وأضاف البيان أن «المنطقة التي استهدفتها الهجمات الأميركية شرقي سورية هي ذاتها المنطقة التي يحارب فيها الجيش السوري بقايا تنظيم «داعش»، وهذا يؤكد أن الولايات المتحدة وقواتها العسكرية متورطة ومتحالفة مع هذا التنظيم، وتعمل لإعادة إحيائه ذراعا ميدانية لها سواء في سورية أو العراق بكل الوسائل».
وتابع: «إن هذا العدوان ليس له مبرر سوى محاولة إضعاف قدرة الجيش السوري وحلفائه في مجال محاربة الإرهاب».
وشدد البيان على «أن احتلال القوات الأميركية لأجزاء من الأراضي السورية لا يمكن أن يستمر»، مؤكدا عزم القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة في سورية «على تحرير كامل الأراضي السورية من كل إرهاب واحتلال».
وفي السياق، أدانت وزارة الخارجية السورية «هذا الانتهاك الأميركي السافر».
وقالت الوزارة في بيان «إنها ترفض رفضا قاطعا كل الذرائع والأكاذيب التي روجت لها الإدارة الأميركية لتبرير هذا الاعتداء» الذي «يضاف إلى سجل انتهاكاتها بحق سيادة سورية ووحدة أراضيها وسلامة شعبها».
واعتبرت أن الولايات المتحدة «تثبت مجددا أنها المصدر الرئيسي لحالة عدم الاستقرار العالمي، وأن قواتها العسكرية تهدد الأمن والسلم الدوليين عبر اعتداءاتها ضد الدول وشعوبها وسيادتها، وأن ما ارتكبته يصب في تأجيج الصراع في منطقة الشرق الأوسط على نحو خطير للغاية».
وفي السياق، أعلن المتحدث باسم الحكومة العراقية باسم العوادي أمس مقتل 16 شخصا على الاقل من ضمنهم مدنيون بالضربات الجوية الاميركية التي استهدفت ليل أمس الاول مراكز تابعة لفصائل عراقية موالية لايران قرب الحدود مع سورية.
وذكر المتحدث في بيان أن الضربات استهدفت «مواقع تواجد قواتنا الأمنية»، وكذلك «أماكن مدنية مجاورة» في منطقتي عكاشات والقائم قرب الحدود مع سورية.
هذا، وأعلنت وزارة الخارجية العراقية أمس استدعاء القائم بأعمال السفارة الأميركية ديفيد بيركر في بغداد لعدم تواجد السفيرة الأميركية احتجاجا على «العدوان الأميركي». وأضافت أن «ذلك يأتي لتسليمه مذكرة احتجاج رسمية بشأن الاعتداء الأميركي».
من جهتها، أدانت ايران «بشدة» أمس الضربات الاميركية منددة بـ «انتهاك سيادة سورية والعراق»، بحسب المتحدث باسم الخارجية الايرانية.
وقال المتحدث ناصر كنعاني في بيان ان «الهجوم مغامرة وخطأ استراتيجي آخر من جانب الأميركيين، سيؤدي فقط إلى تصعيد التوترات وعدم الاستقرار في المنطقة».
واعتبر كنعاني ان الضربات تشكل «انتهاكا لسيادة العراق وسورية ووحدة اراضيهما وللقانون الدولي وانتهاكا صارخا لميثاق الأمم المتحدة».
بدوره، دعا منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أمس جميع الأطراف إلى تجنب مزيد من التصعيد في الشرق الأوسط بعد الضربات.
وقال بوريل خلال اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل إن «على الجميع أن يحاولوا تجنب أن يصبح الوضع متفجرا».