بيروت ـ داود رمال
قال رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، نريد سلاما يوقف جريمة الإبادة في فلسطين ويعاقب المرتكب ويعيد الحق لشعب ظلمته عقيدة استعمارية غريبة عن ثقافتنا.
جاء ذلك خلال ندوة نظمها التيار الوطني الحر عن «وثيقة الأخوة الإنسانية بين النظرية والتطبيق، حيث أكد باسيل في كلمة له أن ميزة الوثيقة هي في كونها مبادرة من مرجعيتين تجاه البشرية بأسرها وكذلك مبادرة الرئيس العماد ميشال عون لإنشاء أكاديمية الإنسان. وقال: أليس هذا السلام ما ينقص شرقنا؟ ولن يبنى بلا حوار ركيزته الاعتراف بالوجود والحقوق.
وأكد باسيل: نريد سلاما يوقف جريمة الإبادة في فلسطين ويعاقب المرتكب ويعيد الحق لشعب ظلمته عقيدة استعمارية غريبة عن ثقافتنا، جعلت جماعات لا رابط بينها سوى مشروع مركب على الدين تحتل أرضا وتطرد شعبها وترفض السلام معه. وأضاف: لا سبيل إلى السلام مع من يغتصب الحقوق، لا سبيل إلى السلام مع من يقتل شعب ويهجره ويحرمه من ارضه ومن دولته.
وسأل: كيف السبيل إلى السلام مع من يعتبر نفسه فوق القانون الدولي وفوق المحاسبة. ان الزمن تبدل فليتنبه اصحاب هذا الفكر التسلطي التدميري في اسرائيل قبل فوات الاوان».
وشدد على أنه «نريد لوثيقة الأخوة أن تكون شرعة لأبناء المشرق جميعا وتتجاوز سردية الصراع على الأرض لتكتب السلام فيها». وأكد أنه بالحوار تطمئن الجماعات إلى مصيرها وتبنى الدول على اساس المواطنة ويسقط مصطلح الأقليات الذي يودي بالمجتمعات إلى الفتن، مضيفا: نريد لوثيقة الأخوة ان تكون شرعة لقيام مشرق جديد ركيزته الاعتراف المتبادل بين الشعوب وحبذا لو تحفز قادة العالم لعقد مؤتمر عالمي في المشرق.
وتابع: «حبذا لو تحفز الوثيقة قادة العالم لإقامة مؤتمر دولي من أجل السلام في المشرق، يشارك فيه صناع القرار وقادة الرأي والفكر». وأضاف: نحلم بأن يستضيف لبنان مثل هذا المؤتمر بما له من تاريخ في الحياة المشتركة والتنوع وبما يملك من اختبارات تراكمت عبر العصور فجمعت خلاصات الشرق والغرب».
وقال باسيل: لابد من تحويل الوثيقة واقعا معاشا في السياسات والمناهج وهذه مسؤولية مشتركة بين القيادات السياسية والدينية. وأكد: نحن أبناء التيار الوطني الحر منفتحون على الحوار والتلاقي والتفاهم، مؤمنون بالحياة المشتركة ونمارسها اقتناعا، ونتعهد بأن ننشر هذه الوثيقة في مجتمعنا ونستلهم مبادئها في أعمالنا وندعو اللبنانيين إلى أن يعملوا بوحيها ويكونوا حراسا لدعوتها النبيلة».
وأضاف باسيل: «نحن معنيون في لبنان بحماية حقوق الإنسان في الحرية والتنمية، وبإحلال السلام المفقود في منطقتنا المعذبة. وأكد الرفض القاطع لنظرية تخفيض سكان الأرض بالحروب والأوبئة وأن الاقتصاد هو في خدمة الانسان وليس أرقاما جافا».
من ناحيته، ركز رئيس اتحاد «بيروت الكرامة» الشيخ خالد عثمان في كلمته على الحرب في فلسطين وأكد أنه لا سلام إلا إذا انتهت الحرب في فلسطين مهد وحي السماء وأرض الأطهار. وقال: الصهاينة لم يعرفون معنى السلام واشتدت عجرفتهم فلم يفرقوا في تدمير المقدسات.
واعتبر المفتي الجعفري لصيدا والزهراني الشيخ محمد عسيران أن من ينظر إلى نفسه نظرة سلبية لا يمكنه التعايش مع الآخر، وهو يبدأ من الذات ليمتد ويتأثر بجميع دوائر التعايش. وقال: الأصل الإنساني واحد والاختلاف والتنوع والتعددية من آياته، مشيرا إلى أنه بالإمكان تحويل الاختلاف إلى مسار إيجابي.
وأضاف: «الإسلام يؤكد أرقى أشكال التسامح إلى قبول اختلاف الآخر وتقدير خصائصه، مشيرا إلى ان الوسطية منهج قرآني انطلاقا من حب الوطن من الإيمان وتابع عسيران: يقتضي السير بالتوافق الإيجابي، والمواطنة ترتفع بالمواطن وتبعده عن الظلم وإحداث الفوضى، وندعو لالتزام وثيقة الأخوة الإنسانية».