- العلاقات الكويتية ـ العُمانية مثال يحتذى لعلاقات بلدين جمعت بينهما أواصر كثيرة أهمها اللغة والدين والتاريخ ورسّخها حرص قيادتيهما على تعزيزها وتطويرها
بحفظ الله ورعايته، يغادر صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد والوفد الرسمي المرافق لسموه أرض الوطن اليوم الثلاثاء 6 الجاري متوجها إلى سلطنة عمان الشقيقة وذلك في زيارة دولة.
كما يتفضل سموه وأخوه السلطان هيثم بن طارق سلطان عمان الشقيقة فيشملان برعايتهما وحضورهما حفل افتتاح (مصفاة الدقم والصناعات البتروكيماوية) وذلك غدا الأربعاء 7 الجاري بولاية الدقم.
ولطالما كانت العلاقات الكويتية ـ العمانية الضاربة بجذورها عميقا في ذاكرة البلدين والشعبين الشقيقين مثالا يحتذى لعلاقات بلدين جمعت بينهما أواصر كثيرة أهمها اللغة والدين والتاريخ ورسخها حرص قيادتيهما على تعزيزها وتطويرها.
ولا شك أن هذه العلاقات ستزداد رسوخا مع الزيارة المرتقبة التي سيقوم بها صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد والوفد الرسمي المرافق لسموه إلى سلطنة عمان الشقيقة، وذلك في زيارة دولة. ويشمل سموه وأخوه السلطان هيثم بن طارق سلطان عمان برعايتهما وحضورهما حفل افتتاح (مصفاة الدقم والصناعات البتروكيماوية).
وتتجلى مواقف سلطنة عمان المبدئية والمشرفة تجاه قضايا الكويت بأبهى صورها إبان محنتها عام 1990 خلال غزو النظام العراقي حينما وقفت السلطنة مع الحق الكويتي وساهمت في حرب تحرير الكويت في فبراير 1991 واحتضنت عددا كبيرا من مواطنيها أثناء فترة الاحتلال وقدمت لهم كل التسهيلات.
وعلى الصعيد السياسي شهدت العقود الثلاثة الماضية تطورا مطردا في العلاقات الثنائية وتعزيزا للصلات التاريخية القديمة وتعاونا مشتركا في القضايا الإقليمية والعالمية وتوجت ذلك كله الزيارات المتبادلة التي كان تقوم بها قيادات البلدين الشقيقين.
ففي 18 سبتمبر عام 1991 زار الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد، طيب الله ثراه، سلطنة عمان والتقى خلالها المغفور له بإذن الله تعالى السلطان قابوس بن سعيد، حيث قدم شكر الكويت للسلطنة على مواقفها المؤيدة للحق الكويتي خلال محنة الغزو العراقي.
وفي 23 ديسمبر عام 1991 زار السلطان قابوس بن سعيد الكويت للمشاركة في القمة الخليجية الـ12 لدول مجلس التعاون الخليجي والتقى خلالها الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد، طيب الله ثراه.
وفي 20 مايو عام 2002 زار السلطان قابوس بن سعيد، رحمه الله، الكويت والتقى الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد حينها للاطمئنان عليه وعلى صحته بعد أن من الله تعالى عليه بالشفاء وعودته سالما معافى إلى البلاد.
وخلال الزيارة عقد الجانبان محادثات رسمية تناولت العلاقات الأخوية بين البلدين وسبل تطويرها في جميع المجالات، إضافة إلى التنسيق المشترك حيال مختلف القضايا والأمور التي تهم البلدين والأمتين العربية والإسلامية.
وفي السابع من يونيو 2005 زار السلطان قابوس الكويت حيث التقى الأمير الوالد الراحل الشيخ سعد العبدالله، طيب الله ثراه، وكان حينها نائبا للأمير ووليا للعهد وبحث معه عددا من المستجدات في المنطقة وسبل تعزيز العلاقات الثنائية، إضافة إلى تبادل وجهات النظر حول القضايا محل الاهتمام المشترك.
وفي 28 ديسمبر 2009 قلد الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد طيب الله ثراه السلطان قابوس (قلادة مبارك الكبير) خلال زيارته إلى الكويت فيما قلد السلطان قابوس الأمير الراحل (وسام عمان المدني) من الدرجة الأولى.
وفي تلك الزيارة بحث الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد مع السلطان قابوس العلاقات الأخوية وأوجه التعاون القائم بين البلدين لما فيه خير ومصلحة الشعبين الشقيقين، إضافة إلى تبادل وجهات النظر حول الأمور التي تهم الجانبين.
وفي 17 يونيو عام 2010 زار السلطان قابوس الكويت والتقى الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد، طيب الله ثراه، للتشاور والتنسيق حيال مختلف القضايا والأمور التي تهم البلدين الشقيقين والأمتين العربية والإسلامية.
وفي 16 أبريل عام 2012، بحث السلطان قابوس مع الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد خلال زيارة للكويت استمرت أربعة أيام تعزيز العلاقات الأخوية التي تربط البلدين والشعبين الشقيقين والأمور التي تسهم في خير وصالح شعبي البلدين الشقيقين ودول مجلس التعاون الخليجي.
وزار الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد، طيب الله ثراه، سلطنة عمان في 20 فبراير عام 2017، حيث بحث مع السلطان قابوس العلاقات التي تربط السلطنة والكويت والتعاون المثمر بينهما في مختلف المجالات التي تخدم المصالح المشتركة للشعبين الشقيقين.
وزار الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد سلطنة عمان في 12 يناير عام 2020 لتقديم واجب العزاء في وفاة السلطان قابوس بن سعيد، في حين زار سلطان عمان هيثم بن طارق البلاد في الأول من أكتوبر 2020 لتقديم واجب العزاء في وفاة الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد كما زارها في 18 يونيو 2023 لتقديم واجب العزاء في وفاة الأمير الراحل الشيخ نواف الأحمد، طيب الله ثراه.
وفي إطار التشاور والتنسيق المشترك بين البلدين حيال مجمل القضايا محل الاهتمام المشترك وتعزيز التعاون الثنائي، شكل البلدان في عام 2001 لجنة مشتركة تلتقي بصورة دورية، وتعمل اللجنة المشتركة بصفة مستمرة على تعزيز العلاقات الثنائية في المجالات التجارية والصناعية والثقافية والعلمية والسياحية والبحث العلمي والتعاون الفني والإعلامي، إضافة إلى مجال النفط والغاز والتنمية الاجتماعية والقوى العاملة والخدمة المدنية والتنمية الإدارية والحكومة الإلكترونية وحماية البيئة البحرية ومكافحة التلوث وحماية الموارد الساحلية. ولم تتوقف الزيارات بين مسؤولي البلدين من السلطتين التنفيذية والتشريعية طوال العقود الماضية، فيما شهد البلدان في الآونة الأخيرة زيارات متبادلة لمسؤولين من الجانبين بهدف تعزيز أواصر التعاون وتنسيق الجهود المشتركة.
ففي 11 مارس عام 2023، ترأس وزير الخارجية السابق الشيخ سالم العبدالله وفد الكويت في أعمال اللجنة الكويتية- العمانية المشتركة بدورتها التاسعة التي عقدت في سلطنة عمان وبحث خلال الزيارة مع وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي التطورات على الساحتين الإقليمية والدولية.
وفي 16 نوفمبر عام 2023، زار وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي الكويت، حيث عقد محادثات رسمية مع وزير الخارجية السابق الشيخ سالم العبدالله ووقعا على مذكرتي تفاهم وبرنامجين تنفيذيين في مجال التعليم العالي وتعزيز حماية المنافسة والتعاون الفني في مجال حماية البيئة 2024-2026 وفي مجال تنمية الصادرات الصناعية 2024ـ2025.
وفي 21 نوفمبر عام 2023 زار نائب رئيس الوزراء ووزير الدفاع الكويتي السابق الشيخ أحمد الفهد سلطنة عمان وبحث مع نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع شهاب بن طارق بن تيمور عددا من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك.
وعلى صعيد التعاون النفطي، فقد تم في 14 يناير عام 2021 تدشين العلامة التجارية (اوكيو 8) لشركة مصفاة (الدقم) والصناعات البتروكيماوية في سلطنة عمان من قبل شركة البترول الكويتية العالمية (كيو 8) وشركة أوكيو العمانية (أوكيو)، فيما زار وفد يرأسه الرئيس التنفيذي لمؤسسة البترول الكويتية الشيخ نواف الصباح سلطنة عمان في 12 ديسمبر عام 2023 لمتابعة إنجاز مشروع مصفاة (الدقم).
وفي 7 أكتوبر عام 2023، استضافت الكويت معرض «عمان في قلب الكويت» الذي أقيم في مقر نقابة الفنانين والإعلاميين الكويتيين بمشاركة 50 فنانا عمانيا واستهدف تعزيز التواصل بين المؤسسات الفنية في البلدين الشقيقين لإثراء الساحة الثقافية والفنية.