تستقبل اليوم سلطنة عمان ضيفها الكبير صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد في زيارة (دولة) هي الأولى لسموه إلى مسقط منذ توليه مقاليد الحكم. وسيكون على رأس مستقبليه أخوه صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق، فأهلا وسهلا بضيفنا الكبير.
منذ أن وطئت قدمي أرض الكويت هذا البلد الرائد والجميل في 15 نوفمبر 2019 وأنا أسمع من أهلها كل الود والتقدير لوطني العزيز. كما أستمع ممن حظي بشرف حضور مقابلات الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد والسلطان قابوس، طيب الله ثراهما، للكثير من دلائل الود والإخلاص والوفاء المشترك بينهما، وليس في ذلك غرابة فالعلاقات بين قادة البلدين كانت وما زالت وسوف تستمر نموذجا للثبات والرسوخ على المبادئ الأصيلة والقيم العالية. وهذه الزيارة التي يقوم بها صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد اعتبارا من اليوم تأتي في نفس الإطار، وضمن نفس النهج الذي تعودنا عليه.
ومما يميز هذه الزيارة السامية انها تشهد افتتاح أكبر مشروع في الصناعات النفطية بين البلدين، حيث يتم التدشين الرسمي لمصفاة الدقم بشراكة بين OQ العمانية وKPI الكويتية.
وهكذا برزت الشركة الجديدة OQ8 برأسمال يقترب من 9 مليارات دولار، ويتم إنتاج وتكرير 230 ألف برميل يوميا.
مع العلم ان منطقة الدقم الاقتصادية التي تتربع على مساحة 1200 كيلومتر مربع وفي موقع جغرافي واستراتيجي مهم يطل على بحر العرب والمحيط الهندي ويتصل بالكثير من الموانئ العالمية، كل ذلك يضفي مزيدا من الأهمية لهذا المشروع الحيوي.
ولا يقتصر الاستثمار والتعاون المشترك على قطاع الطاقة بل يشمل قطاعات اخرى مهمة من بينها الصناعة والسياحة والعقارات والنقل والصناعات الغذائية وغيرها. وقد وصل حجم الاستثمار في هذه القطاعات الى 923 مليون ريال عماني حتى شهر سبتمبر 2023. فيما بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين الشقيقين نحو 790 مليون ريال عماني في العام الماضي (حتى شهر نوفمبر).
والعمل يجري بوتيرة متسارعة للارتقاء بهذه المعدلات. كما أن العلاقات المباشرة بين رجال الأعمال ومؤسسات القطاع الخاص في البلدين تعزز فرص النمو الاقتصادي.
إن العلاقات في المجالات الثقافية والفنية والعلمية والرياضية شهدت زخما متواصلا خلال السنوات القليلة الماضية ولدينا الكثير من الفعاليات المبرمجة للفترة المقبلة.
كما أن التواصل الشعبي والاجتماعي بين البلدين يسير بوتيرة تؤكد عمق الروابط الأسرية والأخوية بينهما.
ختاماً، نترقب زيارة صاحب السمو الأمير بما تحمله من خير ومنفعة للبلدين ولمنظومتنا الخليجية التي نتشارك فيها وحدة المنشأ والمصير.