نجت الطفلة هند رجب البالغة ستة أعوام بعدما أصيبت السيارة التي كانت تقلها مع أفراد من عائلتها بنيران دبابات إسرائيلية في مدينة غزة في 29 يناير، غير أن أخبارها وأخبار فريق الهلال الأحمر الذي توجه لنجدتها انقطعت منذ ذلك اليوم.
ويقول جد الطفلة بهاء حمادة (58 عاما) «أثناء توجه الإسعاف (نحو السيارة)، كانت والدة هند تتكلم معها (عبر الهاتف). سمعت بعدها والدتها صوت باب السيارة يفتح ثم فقد الاتصال».
ويضيف «لا نعرف ماذا حدث معها أو مع طاقم الإسعاف. هل فرغت بطارية الهاتف أم تم قطع الاتصال أو تم قصفهم؟ لا نعلم».
ويتابع عاجزا عن حبس دموعه «هند حفيدتي الأولى وهي قطعة من قلبي، كانت تقول لي إنها خائفة وجائعة وتطلب أن ننقذها. كانت تخبرني أن الدبابات تقترب».
وكانت الطفلة هند مع بشار، شقيق جدها، وزوجته وأطفالهما في السيارة أثناء محاولتهم التوجه إلى مكان آمن بعدما «شعروا باقتراب الخطر من المنطقة التي نزحوا إليها» في حي تل الهوى في غرب مدينة غزة.
ويروي حمادة أن شقيقه «تفاجأ بوجود دبابات إسرائيلية أمامهم بعد قطعهم مسافة قصيرة وأطلقت الدبابات النار عليهم مباشرة».
ويضيف «اتصلت بشقيقي، فردت ابنته ليان التي أخبرتني بما حصل وأن والديها وأشقاءها الثلاثة استشهدوا، وأنها وهند على قيد الحياة». ويتابع «حاولنا تهدئتها وأخبرتها بأننا سنتصل بالإسعاف».
لكن حين اتصل المسعفون من الهلال الأحمر الفلسطيني بالفتاة البالغة 15 عاما، انقطع الاتصال معها، وفق قولهم، مشيرين إلى سماع إطلاق زخات من الرصاص.
وقال الهلال الأحمر لفرانس برس «اتصلنا على رقم الهاتف فردت ليان»، مشيرين إلى سماع إطلاق نار خلال الاتصال، «عدنا مرة أخرى واتصلنا على رقم الهاتف، فردت الطفلة هند... بقينا معها على الخط نحو ثلاث ساعات. لم نستطع إرسال سيارة الإسعاف مباشرة لأن المنطقة يعتبرها الاحتلال منطقة عسكرية مغلقة».
وأضاف «بعد التنسيق وإعطائنا الضوء الأخضر، توجهت سيارة الإسعاف إلى المكان. وصل الطاقم وأكد لنا أنه يرى السيارة التي تتواجد فيها الطفلة. في تلك اللحظة انقطع الاتصال مع الطاقم ومع هند».
ويقول حمادة إن حفيدته «كانت خائفة ومرعوبة ومصابة بجروح في ظهرها ويدها وقدمها. كانت تطلب مني الذهاب لآخذها وتخبرني بأنها عطشانة وجائعة».
ويتابع «تواصلنا مع جميع الجهات لكن لم نحصل على أي معلومات. نريد فقط أن نعلم مصيرها». ويقول متنهدا «أشعر بأنني جسد بلا روح».
وكتب الهلال الأحمر الفلسطيني على منصة «إكس» «لا يزال مصير زميلينا يوسف زينو وأحمد المدهون من فريق إسعاف الهلال الأحمر الفلسطيني اللذين خرجا لإنقاذ الطفلة هند... مجهولا منذ 7 أيام».
ودعت المنظمة «المجتمع الدولي إلى التدخل الفوري للضغط على سلطات الاحتلال (الإسرائيلي) للكشف عن مصير هند وفريق الإنقاذ».