استمرت في العالم خلال العصر الحديث فكرة التكتلات السياسية والاقتصادية، وهو ما كان موجودا منذ القدم عبر عقد الدول لتحالفات لتقوية مواقفها بصفة عامة وفي مواقف وقضايا بعينها.
وقد ظهر ذلك جليا في الحرب التي بدأتها روسيا على أوكرانيا ومستمرة منذ نحو عامين، حيث كان موقف الغرب موحدا مع أوكرانيا ضد روسيا وحلفائها، حتى ان الحلف الغربي أمد الدولة الأوكرانية بكل أنواع الأسلحة حتى تتمكن من الصمود أمام الغزو الروسي.
هناك أمثلة كثيرة في العالم خلال العقود الماضية لا يتسع المجال هنا لحصرها هنا. ولكننا بالمقابل كأمة عربية نواجه آلة الحرب الصهيونية التي اعتدت ولاتزال تعتدي على الدول العربية المجاورة لفلسطين المحتلة، بعد أن اغتصبت هذه العصابات الأرض المباركة، دون أن يكون هناك موقف موحد حقيقي أو تحالف عسكري قوي يردع هؤلاء المعتدين.
ومن ذلك أننا كعرب لا يتوافر لدينا السلاح اللازم للدفاع، وليس للهجوم، نقول للدفاع عن أي اعتداء علينا، ولعلنا هنا نشير إلى أن إسرائيل لديها أحدث تكنولوجيا السلاح في العالم وهي تقوم بالهجوم على بعض الدول العربية دون رادع حقيقي يجعلها تفكر مرتين قبل أن تقدم على هذه العربدات. ولعلنا هنا نقرب المسافة قليلا إذا ما حصرنا كلامنا فيما يحدث حاليا من الحرب البربرية الإرهابية التي يشنها جيش الاحتلال ضد إخواننا في فلسطين وبصفة خاصة حاليا في قطاع غزة، حيث تقوم قوات الاحتلال بقصف جوي عنيف ومتواصل بأحدث الطائرات الحربية على مناطق يسكنها فلسطينيون أبرياء عزل، لا طاقة لهم بمثل هذه القوة المعتدية الغاشمة. في المقابل، فإن الطرف المعتدى عليه وكثير من الدول العربية لا يمتلك السلاح الرادع لتلك الطائرات من تكنولوجيا الصواريخ المضادة لسلاح الطيران الإسرائيلي الذي يعربد على طول مناطق ومساحات شاسعة من منطقة الشرق الأوسط!.. وبالتالي فإن أقصى ما يمكن عمله هنا في مواجهة هذه المواقف هو قذف الصواريخ غير الدقيقة في اتجاه العدو الإسرائيلي، والتي على الرغم مما تحدثه من رعب في جانب الصهاينة إلا أنها لا تحقق الردع المطلوب للجم هذا العدو الإسرائيلي.
هكذا، فإن المطلوب هنا هو توفير منظومة دفاع جوي تضع حدا للاعتداءات الإسرائيلية والتي تهدد الوضع في الشرق الأوسط برمته وتعرضه للتوتر الدائم. وتضع حدا حاسما حقيقيا لهذا العدو الذي لا يفهم سوى لغة واحدة معروفة للجميع. إن مواجهة مثل هذه المواقف العدائية لا يمكن أن يتأتى مع التشرذم، بل يجب أن يكون هناك تحالف قوي واستعدادات لمواجهة كل السيناريوهات، لأن كل شيء وارد في ظل ما تمر به المنطقة من ظروف.
إن العرب اليوم مطالبون بتوحيد طريقة الرد على العدوان الإسرائيلي، فقط نقول بطريقة الرد من خلال توفير منظومة فائقة الفعالية لردع هذا الطيران الحربي، حتى يتم وضع حد لما يحدثه من دمار وسفك لدماء الضحايا الأبرياء.
إن حديثنا هذا إنما هو لمصلحة الجميع دون استثناء لنا كشعوب عربية، فوجود الأسلحة الرادعة يكفينا شر المعتدين، لأنه «من أمن العقوبة أساء الأدب». والله ولي التوفيق.
[email protected]