- العبيدلي: تعامله مع طلابه بإخلاص وتفانٍ أعظم بصمة يتركها المعلم في مجتمعه
- العنزي: لا تناسب الميدان التربوي والنظام داخل البيئة المدرسية محكم المراقبة
- الصفار: إن كانت هناك سلبيات يمكن تفاديها من خلال المرونة في التطبيق
- أشرف: مهنة المعلم مرتبطة بحضور الطلبة وانصرافهم وبصمته بأدائه والتزامه
- الرفاعي: هناك أولويات أهم أمام «التربية» كتطوير المناهج والكثافات الطلابية في الفصول
عبدالعزيز الفضلي
فيما تبدأ وزارة التربية اليوم بتطبيق البصمة على الإدارات المدرسية من معلمين وإداريين وبشكل تجريبي، أكد عدد من التربويين أن البصمة ستسبب ربكة في الميدان التربوي لاسيما ان هناك اولويات تخص العملية التعليمية قبل البصمة، مشددين على ضرورة انجاز الهياكل التنظيمية وتعديل المسميات الوظيفية قبل تطبيقها. وقال المتحدثون لـ «الأنباء» إن مساوئ نظام البصمة اكثر من حسناته، وقد يشهد انسحاب الكثيرين من مهنة التدريس وتكون المهنة طاردة او ينتقل المعلم من مرحلة إلى اخرى بسبب التوقيت ما بين المراحل، ناهيك عن كثرة الاستئذان اضافة إلى الزحمة في الشوارع لان الجميع سيخرجون بوقت واحد، وحتى الجهاز نفسه من الممكن ان لا يظهر عنده الحضور بشكل دقيق. واضافوا أن لكل مهنة طبيعة عمل مختلفة عن غيرها، لاسيما ان مهنة المعلم لها طبيعة خاصة وهي مرتبطة بوجود الطلبة وبحضورهم وانصرافهم، مؤكدين ان تطبيق البصمة لا يتناسب المعلم مقارنة بالعمل الذي يقوم به. واوضحوا ان وزارة التربية سبق وان اصدرت بيانا واضحا وصريحا، وهو ان نظام البصمة في المدارس سيواجه الميدان التربوي صعوبة في تطبيقه، في ظل عدم وجود هيكل تنظيمي وبطاقات وصف وظيفي واضحة تحدد مهام الرئيس المباشر والرئيس الذي يليه، لافتين إلى انه يجب اولا إزالة المسببات وبعد ذلك التطبيق.. وفيما يلي التفاصيل:
في البداية، قال الموجه الأول للعلوم بمنطقة حولي التعليمية ناصر العبيدلي لـ«الأنباء»: إن أي قرار يصدر من شأنه تنظيم العمل وزيادة مستوى الإنتاج والإنجاز وتحسين المخرجات لا يمكن أن يعارضه أحد أو يقف ضده، مشيرا إلى انه فيما يتعلق بإقرار البصمة على المعلمين «من وجهة نظري أن مهنة المعلم تحتم على صاحبها الالتزام والانضباط لأنه يتعامل مع الأجيال الناشئة، وحسن تدريسه وتعامله مع طلابه بإخلاص وتفان هو أعظم بصمة يتركها المعلم، ويؤكد فيها حضوره ليس في مدرسته فقط ولكن في مجتمعه».
أولويات قبل البصمة
وأضاف العبيدلي: هناك أولويات أتمنى من وزارة التربية وديوان الخدمة المدنية الالتفات لها قبل موضوع البصمة، منها: توصيف المهن التعليمية، وإقرار هيكل تنظيمي لها، وبطاقات وصف وظيفي تحفظ للمعلم حقوقه وتعرفه بواجباته بعيدا عن العشوائية وتركز على دوره الفني والتربوي والعلمي وتعفيه من الأعباء الإدارية التي تثقل كاهله وتشتت جهوده وتبعده عن عمله الأساسي، والعمل على تطوير المناهج حتى تواكب العصر، فهذه الأولويات تسبق البصمة التي ستسبب ربكة في الميدان التربوي.
مهنة ذات طابع خاص
من جانبه، قال عضو مجلس إدارة جمعية المعلمين الكويتية سابقا ومدير مدرسة في المرحلة الثانوية ماجد عوض العنزي: إن البصمة لا تناسب الميدان التربوي، ومهنة التعليم ذات طابع خاص ولها خصوصية تامة، لافتا إلى ان المعلم يقوم بمهامه على اكمل وجه في المدرسة من غرس القيم التربوية واداء الدروس والالتزام بجدول الحصص المدرسي والتحضير الكتابي والتحضير الذهابي ايضا المسبق للدروس، والمشاركة في الأنشطة التربوية والمسابقات، والمراقبة والتصحيح، والكنترول، ومراقبة لجان اختيارات وندب، وكتابة اختبارات، لجان خاصة وغيرها.
وأضاف العنزي: هناك معوقات مهمة وواضحة للبصمة، اولها حضور ورش العمل والبرامج التدريبية والتي تتطلب خروج المعلم بعد اداء الحصص إلى مراكز التدريب سواء في مركز التدريب في الجابرية او مراكز التدريب في المناطق التعليمية والتي تكون خارج المدرسة، كذلك الاجتماعات الفنية مع التواجيه الفنية سواء في مدارس اخرى، او في المناطق التعليمية، ناهيك عن تدوير لجان الثاني عشر في مدرسة اخرى.
والاهم من ذلك أن النظام داخل البيئية المدرسية محكم المراقبة، حيث ان المدير يتابع حضور وانصراف واداء وزيارة المعلمين.
وبين العنزي ان هناك مديرا مساعدا مهامه فقط متابعة حضور وانصراف الهيئة التعليمية والادارية، ويفترض بديوان الخدمة المدنية انجاز الهياكل التنظيمية وتعديل المسميات الوظيفية والموجودة منذ سنوات طوال قبل تطبيق البصمة.
تحقيق العدالة والمساواة
من جانبها، قالت عضو هيئة التدريس في كلية التربية الأساسية د.زينب الصفار: من وجهة نظري تطبيق البصمة الإلكترونية في المدارس خطوة ممتازة ومميزة، على أن يتم وضع آلية واضحة لتطبيقها على المعلمين والعاملين بالمدارس، فتطبيقها سيحقق العدالة والمساواة مع بقية العاملين في جهات الدولة الأخرى من ناحية، ومن ناحية أخرى سيحقق العدالة والمساواة بين الموظفين في المدارس، مبينة أن بعض المعلمين لاسيما في بعض مدارس البنين لا يوجد لديهم التزام بالدوام المدرسي، لأنهم قد لا يباشرون العمل في حال عدم توافر حصص دراسية، وقد يخرجون من مدارسهم دون أخذ استئذان بعد انتهاء حصصهم، في حين نجد أن مدارس البنات عندها التزام شديد باللوائح والقوانين ولا تسمح بذلك، وهناك بعض المعلمين والمعلمات الذين يسافرون خارج البلاد في فترة الدوام الرسمي لتهاون بعض الإدارات المدرسية مع فئة من المعلمين والمعلمات.
تفادي السلبيات
وتابعت د.الصفار: وإن كانت هناك سلبيات للبصمة فيمكن تفاديها من خلال المرونة في تطبيقها، وذلك بوضع حلول فيما يخص خروج المعلمين والمعلمات لحضور الدورات التدريبية أو مراقبة الاختبارات أو تصحيح الثانوية العامة وغيرها.
واوضحت د.الصفار ان تطبيق البصمة له عدة ايجابيات، منها: ضمان حقوق المعلمين بإثبات حضورهم وانصرافهم بعدالة، إضافة إلى احتساب التأخير والانقطاع إلكترونيا، كما أنه يسهل على الإدارات الرجوع لحضور وانصراف الموظف لمدة سابقة إلكترونيا إن استدعى الأمر، وأيضا يسهل اعتماد تقييم الكفاءة نهاية العام الدراسي.
مساوئ وحسنة واحدة
من جانبها، اكدت مديرة ثانوية «عمرة بنت رواحة للبنات» حمدة العنزي ان بصمة المعلم لها عدة مساوئ وحسنة واحدة، وهي انضباط الموظف فقط، لكن هناك تضاربا بالنسبة للمعلمين ومن الممكن أن يكون هناك انسحاب من مهنة التدريس وتكون بذلك طاردة، او ينتقل المعلم من مرحلة إلى اخرى بسبب التوقيت ما بين المراحل، ناهيك عن كثرة الاستئذان، اضافة إلى الزحمة في الشوارع لان الجميع سيخرج في وقت واحد بل حتى الجهاز نفسه من الممكن ان لا يظهر عنده الحضور بشكل دقيق وتحدث «لخبطة»، مشيرة إلى اننا سنضع بشكل احتياطي سجل حضور وانصراف للمعلمات حتى نحفظ حقوقهن.
البصمة بالأداء والالتزام
اما المعلم محمد اشرف فقد أكد ان بصمة المعلم في حصته وادائه والتزامه بالعمل من خلال متابعة مدير المدرسة، منوها إلى انه ملتزم في كل خطوة بأخلاقيات المهنة، خاصة أن هناك الكثير من الأعباء والمهام التي تفني كاهله وتثقل أعباءه من إشراف وندوات وورش عمل وامتحانات ومراقبة وتصحيح، فقد يمكث المعلم فترات إلى ما بعد نهاية الدوام بل ويستمر للفترة المسائية أحيانا.
من جهته، أكد المهتم بالشأن التربوي والمتابع لقضايا التعليم، الإعلامي فهد الرفاعي أن مهنة التعليم تعتبر من ضمن المهن الموصوفة بأنها شاقة، فنجدهم يقفون بالساعات لإعطاء الدروس والتحضير المستمر للمواد الدراسية ومتابعة الطلبة، ثم يطلب منهم الإشراف على المقاصف وأعمال المراقبة والامتحانات والتصحيح وغيرها، لذلك يتوجب عدم تطبيق «البصمة» على معلمي التربية والأوقاف والاكتفاء بالتوقيع، خصوصا أن هناك أولويات أمام وزارة التربية أهم من هذا الأمر، كتطوير المناهج والالتفات إلى الكثافة الطلابية في الفصول، والحرص على أن تكون مهنة التعليم جاذبة لا نابذة لأبناء وبنات الكويت.