أطلق الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب سلسلة من التهديدات والوعود في حال عودته إلى البيت الأبيض بعد انتخابات نوفمبر، ولم يستبعد أن «يشجع» روسيا على مهاجمة الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي «الناتو» التي لا تفي بالتزاماتها المالية.
في وقت يبحث المشرعون الأميركيون في تقديم مساعدات جديدة لأوكرانيا قبيل الذكرى الثانية للغزو الروسي، شدد الملياردير الجمهوري على أنه من غير العادل إلزام الولايات المتحدة بالدفاع عن الدول الثلاثين الأخرى الأعضاء في الحلف.
وفي كلمة ألقاها في تجمع انتخابي في ولاية كارولاينا الجنوبية، أشار ترامب إلى حديث أجراه مع رئيس دولة أخرى في أحد اجتماعات الناتو. وقال «وقف أحد رؤساء دولة كبيرة وقال «حسنا يا سيدي، إذا لم ندفع وتعرضنا لهجوم من روسيا، هل ستحموننا؟» فقلت: لم تدفع إذن أنت متأخر في السداد. لا، لن أحميك، بل سأشجعهم على القيام بما يريدون. عليك أن تدفع. عليك أن تسدد فواتيرك».
وانتقد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ تصريحات ترامب، معتبرا أنها «تقوض أمننا».
وقال إن أي هجوم على الدول الأعضاء سيواجه برد موحد وقوي، وحذر من أن «التخلي عن مبدأ الدفاع المشترك سيقوض أمن جميع الأعضاء بما فيها الولايات المتحدة».
وتأتي تصريحات ترامب بعدما رفض الجمهوريون في مجلس الشيوخ الأربعاء الماضي مشروع قانون ينص على رصد أموال جديدة لأوكرانيا وإسرائيل، وعلى إصلاح نظام الهجرة في الولايات المتحدة لمعالجة أزمة الحدود الأميركية المكسيكية.
ورد البيت الأبيض على تصريحات ترامب، مشيدا بجهود الرئيس الديموقراطي جو بايدن لتعزيز التحالفات مع دول مختلفة حول العالم.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض أندرو بيتس في بيان مساء أمس الأول «إن تشجيع الأنظمة المجرمة على غزو أقرب حلفائنا أمر مروع ومجنون».
وأضاف «بدلا من الدعوة إلى الحروب وتعزيز الفوضى غير المتوازنة، سيواصل الرئيس بايدن تعزيز القيادة الأميركية».
واستخدم ترامب كل نفوذه لدى أعضاء الكونغرس الجمهوريين لعرقلة النص، حارما بذلك الرئيس جو بايدن الذي يرجح أن يواجهه في انتخابات نوفمبر، فرصة تحقيق انتصار في قضية الهجرة الحساسة.
في التجمع الانتخابي أمس الأول، احتفل ترامب بانهيار الاتفاق، متعهدا بأنه في حال إعادة انتخابه سيقوم «بعملية ترحيل» ضخمة للمهاجرين.
وقال «دعونا لا ننسى أننا حققنا هذا الأسبوع أيضا انتصارا هائلا آخر، على جميع المحافظين الاحتفال به. لقد سحقنا مشروع قانون الحدود المفتوحة الكارثي الذي قدمه جو بايدن».
وأضاف «أدت المجموعة الكاملة عملا رائعا في الكونغرس». وأكد ترامب الذي تعهد في حملته الانتخابية الأولى بناء «جدار كبير وجميل» عند الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك، أن ترحيل المهاجرين سيكون أول ما يفعله إذا عاد إلى البيت الأبيض.
وتابع «في اليوم الأول، سأنهي كل سياسات الحدود المفتوحة لإدارة بايدن وسنطلق أكبر عملية ترحيل وطنية في تاريخ الولايات المتحدة. لا خيار آخر لدينا».
ويدرس مجلس الشيوخ حاليا حزمة مساعدات خارجية بقيمة 95 مليار دولار تفصل المساعدات عن قضية الحدود بالكامل. وتضم هذه الحزمة، تمويل حرب إسرائيل على قطاع غزة، فيما ستساعد حصة الأسد أوكرانيا على تعويض إمدادات الذخيرة المستنفدة والأسلحة وغيرها من الحاجات الحيوية مع قرب دخول الحرب بين روسيا وأوكرانيا عامها الثالث.
وفي التجمع الانتخابي في كارولاينا الجنوبية، هاجم ترامب السفيرة الأميركية السابقة لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي التي تسعى أيضا إلى الحصول على ترشيح الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية، رغم أن محاولتها شبه محكوم عليها بالفشل لأنها تحل ثانية في خيارات المقترعين.
مخاطبا الناخبين في ولاية هايلي، تساءل ترامب عن مكان وجود زوجها مايكل الذي لم يشاهد خلال الحملة الانتخابية كونه في مهمة عسكرية في جيبوتي لمدة عام.
وقال ترامب بنبرة عالية للتأثير في المشاعر «أين زوجها؟ آه إنه غائب. إنه غائب. ماذا حدث لزوجها؟ ماذا حدث لزوجها؟».
وردت هايلي على منصة «إكس» بالقول «مايكل يخدم بلدنا وهو أمر لا تعرف عنه شيئا. إن الشخص الذي لا يحترم باستمرار تضحيات عائلات العسكريين يجب ألا يكون رئيسا».
بدوره، علق مايكل هايلي على تصريحات ترامب بمنشور على منصة «إكس» أرفقه بصورة ذئب مكتوب عليها «الفرق بين البشر والحيوانات؟ الحيوانات لن تسمح أبدا للأغبى بينها بقيادة القطيع».