شنّت إسرائيل سلسلة غارات وهجمات على أنحاء متفرقة من رفح، مرتكبة مجزرة جديدة قتل فيها ما يزيد على 100 فلسطيني، وأعلنت في الوقت ذاته عن تحرير محتجزين اثنين في الهجوم الوحشي على المدينة الواقعة جنوبي القطاع، التي تترقب اجتياحا بريا اسرائيليا.
وقالت وزارة الصحة التابعة لحركة حماس في غزة في بيان «قتل 100 فلسطيني على الأقل، فيما أصيب ما يزيد على 160 آخرين بسبب الغارات العنيفة التي نفذها الطيران الحربي الإسرائيلي في المدينة».
كما اشارت الوزارة إلى ارتفاع حصيلة الضحايا الحرب إلى 28340 قتيلا غالبيتهم من النساء والأطفال، بينما بلغ عدد المصابين 67984 جريحا.
وفي سياق متصل، قال مدير المستشفى الكويتي في المدينة المكتظة بالنازحين صهيب الهمص لوكالة أنباء (شينخوا) الصينية «وصلنا عدد كبير من الضحايا غالبيتهم أشلاء فيما وصل المصابون إلى المستشفى يعانون من بتر وحروق شديدة، مما يشير إلى أن الجيش الإسرائيلي استعمل سلاحا محرما دوليا».
وأضاف الهمص أن المستشفى الكويتي وهو أحد 3 مستشفيات بالمدينة يعاني من نقص شديد بالأدوية ولا يمكنه التعامل مع هذا العدد الكبير من الضحايا.
وأوضح شهود عيان فلسطينيون انهم فوجئوا بتنفيذ الجيش الإسرائيلي سلسلة غارات عنيفة استمرت لما يقارب 40 دقيقة.
وأوضح شهود العيان أن القصف المستمر كان لتوفير غطاء لعملية تسلل إلى حي الشابورة لإنقاذ محتجزين إسرائيليين اثنين في أيدي (حماس).
وقالت مصادر أمنية برفح إن قوات إسرائيلية وصلت سرا إلى المبنى الواقع في قلب المدينة وبعد اشتباكات مع عناصر «حماس» تم تحرير المحتجزين الاثنين.
وتسببت الغــــارات الاسرائيلية التي كانت أكثر كثافة مما كانت عليه خلال الأيام الأخيرة، في تصاعد سحب من الدخان، حسب صحافيين في وكالة فرانس برس وشهود عيان.
وقال أبو صهيب الذي كان نائما في منزل يبعد عشرات الأمتار عن الموقع الذي طاله القصف الإسرائيلي «سمعنا أصوات انفجارات مثل جهنم».
وخوفا من تنفيذ إسرائيل هجوما بريا على رفح، بدأت عشرات العائلات أمس بالنزوح مع أمتعتها القليلة. وقال علاء محمد (42 عاما) وهو يهم بحزم أمتعته تمهيدا للنزوح من رفح نحو دير البلح وسط القطاع «كانت ليلة مرعبة». وأضاف «ما حدث الليلة ينذر بحدوث شيء كبير في رفح، يبدو أن الجيش الإسرائيلي سيدخل رفح كما أعلنوا».
وتابع «كثير من العائلات فكت خيامها مثلنا».
وقالت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية في بيان إنه «خلال عملية ليلية في رفح نفذها بشكل مشترك كل من الجيش والشين بيت (الأمن الداخلي) والشرطة، تمت استعادة الرهينتين الإسرائيليين فرناندو سيمون مارمان (60 عاما) ولويس هار (70 عاما) اللذين خطفتهما حماس في 7 أكتوبر من كيبوتس نير يتسحاق».
وأضاف البيان «كلاهما في حال صحية جيدة، وقد نقلا لإجراء فحص طبي في مستشفى شيبا تل هشومير».
ويحمل المحتجــــزان الجنسيتين الإسرائيلية والأرجنتينية.
من جهته، تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مواصلة الهجوم العسكري في غزة قائلا «وحده الضغط العسكري المتواصل حتى النصر الكامل سيؤدي إلى إطلاق سراح جميع الرهائن».
وتعليقا على القصف غير المسبوق، حض وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون إسرائيل على وقف تحركاتها العسكرية الأخيرة في رفح. وقال كاميرون للصحافيين خلال زيارة إلى اسكتلندا «نشعر بقلق بالغ حيال الوضع ونريد من إسرائيل بأن تتوقف وتفكر بجدية قبل القيام بأي تحركات إضافية».
وأعلنت «الخارجية البريطانية» فرض عقوبات على أربعة مستوطنين متطرفين اسرائيليين هاجموا بعنف فلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة.
وقالت الوزارة في بيان أمس إن هذه العقوبات تفرض «قيودا مالية ومنع سفر لمكافحة العنف المستمر الذي يمارسه مستوطنون ويهدد استقرار الضفة الغربية».
ودعا البيان اسرائيل لاتخاذ اجراءات أكثر حزما وأن تضع حدا لعنف المستوطنين.
إلى ذلك، ذكر موقع «أكسيوس» الأميركي نقلا عن مسؤولين في تل ابيب قولهم إن وفدا إسرائيليا سيزور مصر اليوم، في محاولة لدعم المفاوضات بشأن المحتجزين في غزة.