تبنى مجلس الشيوخ الأميركي مشروع قانون يجيز تخصيص مبلغ 60 مليار دولار لأوكرانيا وأموال لإسرائيل وتايوان، ولكن من دون دعم الجمهوريين الذين يشكلون الأغلبية في مجلس النواب والعديد منهم موالون للرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، لا يمكن تبني النص.
وينص مشروع القانون المذكور على تخصيص أكثر من 60 مليار دولار لأوكرانيا و14 مليارا لإسرائيل، بالإضافة إلى أموال لتايوان.
وصادق مجلس الشيوخ الأميركي، الذي تهيمن عليه أغلبية ديموقراطية، على مشروع القانون الذي يجيز حزمة مقدارها 95 مليار دولار، كانت محل نقاش في الكونغرس منذ أشهر.
لكن حلفاء ترامب في مجلس النواب، حيث يشكل الجمهوريون الأغلبية، أعلنوا رفضهم درس هذا النص بصيغته الحالية.
وأعلن رئيس مجلس النواب مايك جونسون أن المجلس الذي يهيمن عليه حزبه الجمهوري لن يدرس مشروع القانون، في انتكاسة جديدة للأوكرانيين.
وقال المسؤول الجمهوري في بيان إن «اقتراح قانون مجلس الشيوخ حول المساعدات الخارجية يظل صامتا بشأن المشكلة الأكثر إلحاحا التي تواجه بلادنا»، في إشارة إلى أزمة الهجرة.
وأضاف أنه «في غياب أي تعديل» من جانب مجلس الشيوخ لهذا النص «سيواصل مجلس النواب العمل وفقا لإرادته على هذه القضايا المهمة».
ويشترط المحافظون للموافقة على تقديم مساعدات جديدة لكييف تشديد سياسة الهجرة، وهو أمر يطالبون به منذ فترة طويلة. وقدم نص أول لمجلس الشيوخ يتضمن تعزيز الرقابة على الحدود، لكن الجمهوريين رفضوه بعدما اعتبروا أنه ليس حازما بما يكفي.
ودعا الرئيس جو بايدن مجلس النواب إلى الموافقة على المشروع، وقال في بيان «ادعو المجلس إلى التحرك سريعا في هذا الشأن. إذا لم نقف في وجه الطغاة الذين يسعون إلى غزو او تقسيم أراضي جيرانهم، فإن العواقب على الأمن القومي الأميركي ستكون وخيمة».
من جهته، قال زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل، في بيان بعد التصويت على النص، «يدرك مجلس الشيوخ المسؤوليات المتعلقة بالأمن القومي الأميركي ولن يغض النظر عنها».
وأضاف «مع الأخذ في الاعتبار الدعم القوي من الحزبين الذي حصلنا عليه في مجلس الشيوخ بهذا التصويت، أعتقد أنه إذا قدم رئيس مجلس النواب جونسون مشروع القانون هذا إلى مجلس النواب، سيقر بالدعم القوي نفسه».
وثمة خلاف بين الديموقراطيين والجمهوريين منذ أشهر حول مسألة تقديم مساعدات عسكرية إضافية لأوكرانيا التي تخوض حربا مع روسيا منذ نحو عامين.
فالديموقراطيون بمعظمهم يؤيدون ذلك. أما الجمهوريون فمنقسمون بين محايدين ومؤيدين لأوكرانيا ومؤيدين لدونالد ترامب.
وفي خضم الحملة الرئاسية، تحولت المعادلة إلى مواجهة بين الرئيس جو بايدن، الذي يطالب بشكل عاجل بإقرار هذه الأموال الجديدة، ودونالد ترامب الذي يقول إنه في حال إعادة انتخابه في نوفمبر المقبل، سينهي الحرب بين روسيا وأوكرانيا «في 24 ساعة»، من دون أن يوضح كيف.
هذا ورحب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالخطوة التي اتخذها الكونغرس نحو إقرار المساعدة لكييف والمعلقة منذ أشهر، وقال إنه «ممتن» لأعضاء مجلس الشيوخ الأميركي.