عواصم - خديجة حمودة ووكالات
تزايدت الضغوط الدولية من أجل التوصل إلى اتفاق هدنة بين إسرائيل وحركة حماس يتضمن إطلاق سراح رهائن جدد، بعد إعلان إسرائيل عن هجوم وشيك على رفح التي لجأ إليها أكثر من مليون فلسطيني من قطاع غزة.
وفي السياق، التقى مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية وليام بيرنز ورئيس الموساد ديفيد برنيع ورئيس الوزراء القطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني مع مسؤولين مصريين في القاهرة أمس «لبحث موقف التهدئة في قطاع غزة»، وفق الإعلام المصري.
وذكرت قناة «القاهرة الإخبارية» المصرية انعقاد الاجتماع في ظل تزايد الضغوط الدولية للتوصل إلى هدنة بين إسرائيل وحماس، بعدما أعلنت اسرائيل عن نيتها شن هجوم وشيك على رفح، الملاذ الأخير لأكثر من مليون فلسطيني في قطاع غزة.
وأكد مسؤول في حركة حماس (فضل عدم الكشف عن هويته) أن الحركة «منفتحة على فكرة مناقشة أي مبادرة لوقف العدوان والحرب».
وقد استعرض الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي خلال استقباله أمس الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، رئيس الوزراء القطري، وعبدالله بن محمد الخليفي رئيس جهاز أمن الدولة القطري، الجهود الرامية للتوصل لوقف لإطلاق النار بقطاع غزة، وحماية المدنيين من الأوضاع المتدهورة بالقطاع، وفق المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية المستشار أحمد فهمي.
وقال المتحدث ان الجانبين استعرضا الجهود المشتركة في هذا الصدد، وكذا جهود إنفاذ المساعدات الإنسانية، وتم تأكيد الخطورة البالغة لتصعيد العمليات في رفح بجنوب قطاع غزة، والتحذير من العواقب الوخيمة لمثل هذا الإجراء، في ظل ما يكتنفه من مخاطر تفاقم الكارثة الإنسانية في قطاع غزة، مع التشديد على ضرورة تكاتف الجهود الدولية للحيلولة دون اتساع دائرة الصراع وزيادة عوامل التوتر في المنطقة. كما استقبل السيسي رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، وقال المتحدث، إن الاجتماع شهد تأكيد قوة الشراكة الاستراتيجية المصرية الأميركية، ونقل بيرنز تثمين الرئيس الاميركي جو بايدن لجهود مصر الحثيثة في دفع مسار التهدئة في قطاع غزة ووقف إطلاق النار وتبادل المحتجزين، بالإضافة إلى دورها المحوري المتواصل في تقديم وإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة منذ اندلاع الأزمة. وقد شهد اللقاء استعراض تطورات الموقف الراهن حيث تم تأكيد استمرار التشاور والتنسيق المكثف لتحقيق أهداف وقف إطلاق النار وحماية المدنيين وتفعيل حل الدولتين، بما يعزز جهود إرساء الأمن والاستقرار في المنطقة.
إلى ذلك، قالت جنوب افريقيا، انها قدمت طلبا عاجلا إلى محكمة العدل الدولية للنظر في قرار سلطات الاحتلال الإسرائيلي توسيع عملياتها العسكرية في رفح وتحديد ما إذ كان يتطلب أن تستخدم المحكمة سلطتها لمنع المزيد من الانتهاكات لحقوق الفلسطينيين في قطاع غزة.
وفي سياق متصل، دعت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك إسرائيل أمس لتوفير «ممرات آمنة» للمدنيين في رفح الملاذ الأخير لأكثر من مليون فلسطيني في قطاع غزة.
وقالت بيربوك خلال مؤتمر صحافي مع نظيرها الفلسطيني رياض المالكي في برلين قبل توجهها إلى إسرائيل «لجأ مئات آلاف الأشخاص إلى رفح بأمر من إسرائيل، ويجب أن يستمر هؤلاء بالتمتع بالحماية» فيها. وأضافت «لا يمكن أن يختفي هؤلاء الآباء والأطفال والعائلات بكل بساطة. لا مكان يتجهون إليه، ليس جنوبا على كل حال».
من جهة اخرى، أكد المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «اونروا» فيليب لازاريني أمس أن حل المنظمة سيكون «كارثيا»، بعد تعرضه للضغط جراء اعلان الجيش الإسرائيلي العثور على نفق لحركة حماس تحت مقر الوكالة في غزة.
بعد أن استمع إليه الديبلوماسيون في جنيف، قال لازاريني «عقب الكارثة التي ضربت منطقة غزة، ربما حان الوقت لإيجاد حل سياسي حقيقي. التخلص قبل ذلك...من الوكالة، سيكون كارثيا».
هذا، وأعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أمس أنها فرضت عقوبات على 28 «مستوطنا إسرائيليا متطرفا» ارتكبوا «أعمال عنف في حق مدنيين فلسطينيين» في الضفة الغربية المحتلة.
وقالت الوزارة في بيان إن الأشخاص الثمانية والعشرين «صدر في حقهم منع إداري بأن يكونوا موجودين على الأراضي الفرنسية» مشددة على أنها تعمل على «إقرار عقوبات على المستوى الأوروبي» على المستوطنين الذين يرتكبون أعمال عنف.
وأضافت «تؤكد فرنسا إدانتها لهذا العنف غير المقبول. وكما قلنا في مناسبات عدة، تقع على السلطات الإسرائيلية مسؤولية وضع حد له ومحاكمة مرتكبيه».
ميدانيا، أعلن الجيش الإسرائيلي أمس مقتل ثلاثة جنود خلال القتال في قطاع غزة، ليرتفع بذلك عدد قتلاه منذ بدء العملية البرية إلى 232 جنديا.
وأفادت مصادر فلسطينية أمس بأن الجيش الإسرائيلي استهدف الصالة الخارجية لمعبر رفح البري جنوب قطاع غزة الواصل مع الأراضي المصرية ما أدى لوقوع إصابات وأضرار.
وقال مدير الإعلام في المعبر وائل أبو عمر في بيان إن قذيفة مدفعية إسرائيلية أصابت جدار الصالة الخارجية لمعبر رفح البري.
إلى ذلك قالت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة إن آليات إسرائيلية دمرت البوابة الشمالية لمجمع ناصر الطبي في مدينة خان يونس جنوب القطاع وسط إطلاق كثيف للنار. وذكرت الوزارة في بيان أن الدبابات الإسرائيلية تمركزت أمام مجمع ناصر وتطلب من النازحين الخروج منه.
وأضاف البيان أن 300 كادر طبي و450 جريحا و10 آلاف نازح متواجدين داخل المجمع يتعرضون للقتل والجوع.