ذكر الله تعالى لنا في القرآن الكريم بعض صفات «عباد الرحمن» في آخر سورة الفرقان وهذه وقفة تأمل مع هذه الصفات.
التواضع
قال تعالى: (وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هوناً وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً) إلى آخر سورة الفرقان. وصفهم بأنهم يمشون متواضعين لله وعبادة بوقار وسكينة. هؤلاء وصلوا إلى هذه الحال بسبب رحمته فأضاف (العبودية) إلى اسمه الرحمن. والسكينة أمر في القلب يظهر على الجوارح قالت السيدة عائشة رضي الله عنها: «إنكم لتغفلون أفضل العبادة: التواضع».
حقيقة المؤمن
(وإذا خاطبهم الجاهلون): (قالوا سلاما) أي: يسلمون فيه من الإثم ويسلمون من مقابلة الجاهل بجهله.
ديدن الصالحين
(والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما) أي يكثرون من صلاة الليل مخلصين فيها لربهم متذللين له (يبيتون) فعل مضارع يدل على التجدد والاستمرار فهؤلاء القوم فعلهم متكرر ودائم وهو الوقوف بين يدي الله.
أسوأ مكان
(والذين يقولون ربنا اصرف عنا عذاب جهنم) أي ادفعه عنا بالعصمة من أسبابه ومغفرة ما وقع منا ويفض إلى العذاب. (إن عذابها كان غراما) الشيء الملاصق الملازم الذي لا ينفك فلا تستصغر صغر الذنب.
المؤمن المعتدل
(والذين إذا أنفقوا) النفقات الواجبة والمستحبة (لم يسرفوا) بأن يزيدوا على الحد فيدخلوا مع المبذرين (ولم يقتروا) فيدخلوا مع البخلاء (وكان) إنفاقهم (بين ذلك) بين الإسراف والتقتير: (قواما).
التوحيد
(والذين لا يدعون مع الله إلهاً آخر) بل يعبدونه وحده مخلصين له الدين حنفاء مقبلين عليه معرضين عما سواه. فإقامة التوحيد به صلاح العباد والشرك فيه فساد الأديان.
حرمة الدماء
(ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق) أي النفس التي حرم الله قتلها إلا بما يحق قتلها به أي لا يعتدون على أحد بالقتل إلا دفاعا عن أنفسهم ومالهم وعرضهم.
من الكبائر
(ولايزنون) لا يقربون الزنا أي لا يقتربون من الوقوع في معصية الزنا فإنه من الكبائر. ففي الزنا فساد الأعراض، ويبتعدون عن مقدماته كلها.
شروط التوبة
(إلا من تاب) عن هذه المعاصي وغيرها بشروط بأن أقلع عنها في الحال، والندم على ما مضى له من فعلها والعزم الجازم على ألا يعود إليها والعمل الصالح بشرط أن يكون خالصا لله عز وجل وان يكون موافقا لشرع الله ومراده.
شهادة الزور
(والذين لا يشهدون الزور) أي لا يحضرون الزور قولا وفعلا يتجنبون المجالس المشتملة على الأقوال المحرمة والأفعال المحرمة.
لغو الحديث
(وإذا مروا باللغو) الكلام الذي لا خير فيه ولا فائدة دينية ولا دنيوية ككلام السفهاء ونحوهم (مروا كراما) أي نزهوا أنفسهم وأكرموها عن الخوض فيه.
مستوعبون آيات الله
(والذين إذا ذكروا بآيات ربهم) التي أمرهم باستماعها والاهتداء بها (لم يخروا عليها صما وعميانا) أي لم يقابلوها بالإعراض عنها والصمم عن سماعها وصرف النظر والقلوب عنها. هؤلاء قوم يقبلون النصيحة ويرجعون الى ذكر الله وأوامره.
طموح عال
(والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا) يحبون أزواجهم وأبناءهم ويحافظون عليهم ويجعلونهم مثل عيونهم يحبون أن يروهم في أعلى مكانة ومنزلة.