بحفظ الله ورعايته، يغادر صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد والوفد الرسمي المرافق لسموه أرض الوطن اليوم الثلاثاء 20 الجاري متوجها إلى دولة قطر الشقيقة، وذلك في زيارة دولة.
وتعد الروابط التي تجمع الكويت وقطر نموذجا للعلاقات الأخوية الراسخة والصلات الوثيقة التي تسود بين الدول الشقيقة نظرا لأواصر كثيرة تجمعهما، لاسيما التاريخ واللغة والدين ووشائج القربى ولأوجه التعاون العديدة الأخرى التي يحرص البلدان على تعزيزها.
وتزامنا مع الزيارة التي سيقوم بها صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد لدولة قطر الشقيقة اليوم تستذكر الكويت تاريخ وعمق العلاقات الأخوية التي تربطها بقطر الشقيقة على العديد من الصعد على مستوى العلاقات البينية وعلى مستوى منظومة مجلس التعاون لدول الخليج العربية. فبعد استقلال قطر عن بريطانيا في سبتمبر 1971 سارعت الكويت التي كانت أول دولة عربية وثالث دولة في العالم تعترف بدولة قطر إلى إقامة علاقات ديبلوماسية معها على مستوى السفراء في العام نفسه.
وفي عام 1972 أرسل أمير قطر الشيخ خليفة بن حمد بعد توليه الحكم عددا من الديبلوماسيين القطريين للالتحاق بدورات تدريبية في وزارة الخارجية الكويتية، إضافة إلى متدربين في السلك العسكري لدورات تدريبية في وزارة الدفاع. وأبرز نموذج لمتانة العلاقات بين البلدين كان موقف قطر إبان الغزو العراقي للكويت إذ كان لها موقف مشرف تجاه قضية الكويت العادلة ضد العدوان العراقي من خلال إدانتها مع دول مجلس التعاون الخليجي في اجتماع طارئ ذلك العدوان الغاشم ومطالبة العراق بالانسحاب من الكويت والالتزام بالشرعية الدولية والقرارات الدولية ذات الصلة.
ولم تكتف قطر بتلك المواقف السياسية بل استقبلت إبان فترة الاحتلال نحو 9300 مواطن كويتي، فيما أمر الشيخ خليفة بن حمد بتشكيل اللجنة القطرية العليا لشؤون الأشقاء الكويتيين برئاسة الشيخ محمد بن خليفة التي تولت توفير المسكن المناسب للأسر الكويتية الموجودة في قطر وتقديم الرعاية الصحية لهم والتحاق أبنائهم بمدارس قطر ومعاهدها وكلياتها.
وشاركت القوات القطرية في حرب تحرير الكويت وسطرت ملحمة بطولية بجانب القوات السعودية أثناء معركة الخفجي التي كانت أول مواجهة برية بين العراق وقوات التحالف الدولي والتي استمرت من 29 يناير حتى 1 فبراير من عام 1991.
وعقب تحرير الكويت مباشرة قدمت قطر الدعم اللوجستي للكويت من خلال إرسال فنيين وأجهزة لإصلاح مطار الكويت وتقديم مساعدات متنوعة للقطاع الصحي.
وفي إطار مواصلة تطوير العلاقات بين البلدين تأسست عام 2002 اللجنة العليا القطرية - الكويتية المشتركة من أجل تعزيز التعاون في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية، إضافة إلى التعاون في المجال العسكري والأمني والتعليم والثقافة.
ووفاء للكويت وقيادتها دشنت قطر في 25 فبراير 2019 بالتزامن مع الأعياد الوطنية للكويت (محور صباح الأحمد) في العاصمة الدوحة تكريما لسمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد، طيب الله ثراه، بتكليف من أمير قطر الشيخ تميم بن حمد، وهو أهم مشروع بنية تحتية في قطر، وبذلك يكون أول حاكم دولة يتم إطلاق اسمه على طريق في قطر.
وعلى الصعيد الأمني، يرتبط البلدان ببروتوكول تعاون عسكري بهدف تبادل المعلومات واكتساب مزيد من الخبرات فيما ينفذان مع بقية دول الخليج العربي ضمن (درع الجزيرة) تدريبات ومناورات دورية لكل القطاعات البرية البحرية والجوية لرفع جاهزية القوات وحفاظا على الأمن الجماعي لمنظومة مجلس التعاون الخليجي. وشاركت الكويت بفرق أمنية في بطولة كأس العالم لكرة القدم التي أقيمت في الدوحة عاصمة قطر عام 2022 للمحافظة على الأمن خلال تلك البطولة العالمية. وعلى مستوى التعاون الاقتصادي تم في عام 1999 إشهار شركة تمويل كويتية - قطرية مشتركة لتقديم خدمات تمويلية للمستهلك القطري وفق أحكام الشريعة الإسلامية برأس مال قدره 50 مليون ريال قطري تمتلك الكويت 49% من رأسمالها في حين تمتلك قطر 51% منها.
وافتتح في 2018 الخط الملاحي المنتظم بين قطر (ميناء حمد) والكويت (ميناء الشويخ) عبر الباخرة (جراند فيري) الخاص بنقل البضائع والمسافرين تجسيدا للدور الحيوي الذي يؤديه القطاع الخاص والمبادرات البناءة بينهما. وفي مجال البتروكيماويات وقعت مؤسسة البترول الكويتية وشركة قطر للبترول اتفاقية لتزويد الكويت بالغاز الطبيعي المسال لمدة 15 عاما اعتبارا من 2022 بمقدار 3 ملايين طن إلى مجمع الغاز الطبيعي المسال في ميناء الزور.
وفي عام 2023 وافق مجلس الوزراء القطري على مشروع اتفاقية بين حكومتي قطر والكويت لتجنب الازدواج الضريبي ومنع التهرب المالي فيما يتعلق بالضرائب على الدخل ورأس المال.