توصل حزبان بارزان يمثلان سلالتين سياسيتين في باكستان إلى اتفاق من شأنه تقاسم السلطة وإعادة شهباز شريف إلى رئاسة الوزراء، وإقصاء مناصري رئيس الوزراء السابق المسجون عمران خان، وذلك بعد أن فشلت الانتخابات التي جرت هذا الشهر في إظهار فائز حاسم.
وقال حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية - جناح نواز، المدعوم من الجيش، وحزب الشعب الباكستاني بزعامة بيلاوال بوتو زرداري، إن الاتفاق الذي جاء بعد أيام من المفاوضات يتيح تأمين غالبية لتشكيل حكومة ائتلافية ستضم أيضا في صفوفها عدة أحزاب صغيرة.
وفاز المرشحون الموالون لحزب خان «حركة الانصاف» بأكبر عدد من مقاعد الجمعية الوطنية لكنهم اضطروا إلى الترشح مستقلين بعد حملة قمع واسعة طاولتهم. وإثر هذا الاتفاق باتوا مستبعدين عن السلطة.
وينص اتفاق الحزبين على ترشيح شهباز شريف لرئاسة الوزراء وآصف علي زرداري، زوج رئيسة الوزراء الراحلة بنظير بوتو، لرئاسة للبلاد.
وأكد رئيس حزب الشعب بيلاوال، نجل آصف وبنظير بوتو، خلال مؤتمر صحافي أن «الشعب الباكستاني والرابطة الإسلامية الباكستانية - نواز حققا الأرقام المطلوبة وسنشكل حكومة».
وقال «نأمل أن يصبح شهباز شريف رئيسا لوزراء البلاد قريبا، وعلى باكستان بأكملها أن تصلي من أجل نجاح هذه الحكومة».
وأضاف شريف الذي كان يجلس بجوار بيلاوال «بعد 76 عاما، نجد أنفسنا نعتمد على القروض، وتخطي هذه الحالة أسهل قولا وليس فعلا. هناك تحديات كبيرة نواجهها (...) علينا إخراج باكستان من هذه التحديات». وأشار بيلاوال إلى أنه تم الاتفاق على الحقائب الوزارية وسيتم الإعلان عنها خلال الأيام المقبلة.
ويتعين على الجمعية الوطنية عقد أول اجتماع بعد الانتخابات بحلول 29 فبراير، وعندها يمكن إقرار الائتلاف رسميا.
وسبق أن تحالف الحزبان عام 2022 للإطاحة برئيس الوزراء السابق عمران خان عبر تصويت على حجب الثقة، قبل أن يتقاسما السلطة في ائتلاف هش على رأسه شهباز شريف أيضا، إلى أن تم حل الجمعية الوطنية في أغسطس وإجراء انتخابات جديدة.
وعاد نواز شريف، شقيق شهباز الذي تولى رئاسة الوزراء ثلاث مرات، إلى باكستان من منفاه الاختياري لقيادة الحملة الانتخابية، لكن مساعيه لم تنجح في حصد الغالبية رغم قول المحللين إن حزبه يحظى بدعم الجيش، صانع الملوك في البلاد.
وأكد حزب عمران خان الذي ندد بحصول عمليات تزوير واسعة النطاق، أنه فاز بما يكفي من المقاعد لكي يحكم.
وعبر حزبه عن رفضه اتفاق التحالف واصفا الأحزاب المنافسة بأنها «سرقت التفويض». وقال الحزب على وسائل التواصل الاجتماعي، «يستحق حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية - جناح نواز وحزب الشعب الثناء على رحلتهما الملحمية التي استمرت 30 عاما من سرقة أموال دافعي الضرائب إلى سرقة الانتخابات معا». وعزز مزاعم التزوير والتلاعب بالنتائج، حجب السلطات شبكة الهاتف المحمول في البلاد يوم الانتخابات، ظاهريا لأسباب أمنية، كما أن فرز الأصوات استغرق أكثر من 24 ساعة.
ولايزال عمران خان وراء القضبان منذ أغسطس، حيث يواجه أحكاما طويلة بتهم فساد وخيانة وزواج غير قانوني، لكنه يقول إن هناك دوافع سياسية وراء التهم تهدف إلى إبعاده عن السلطة.
ووصل خان إلى السلطة عام 2018 من قبل ناخبين شبان سئموا سياسات أحزاب العائلات، ولكن يقال أيضا إنه جاء بمباركة من الجنرالات. لكن تم طرده من السلطة لاحقا بسبب مزاعم عن اختلافه مع الجيش وشنه حملة تحد محفوفة بالمخاطر ضد المؤسسة العسكرية.
يقول سعيد عصمت، وهو متقاعد يبلغ من العمر 67 عاما في إسلام آباد إن «تشكيل حكومة (ائتلافية) لم تثبت فائدته في الماضي»، مذكرا كيف طغى التضخم المرتفع على الولاية السابقة لشهباز شريف.