في أحد الايام واجهني صديق وقال لي التقيت مع احد المختصين في التسويق وايقنت بأنه غالبا ما يكون جوهر الحكاية في المنتج التسويقي مختلفا تماما عن مظهره، أي بمعنى أن الجوهر اهم بكثير من المظهر، فعندما نرى الاخبار والنصائح التي تدعو إلى حرية المرأة يجب أن ندرك أنها ما هي الا فخ يراد منه تدمير الاسرة من خلال المرأة التي انبهرت زورا بحياة المرأة الغربية واعتقدت أنها مظلومة في حياتها الحالية، والحقيقة ان الإسلام أعز المرأة وأكرمها في كل الميادين بعد أن كانت تباع وتشترى مع متاع البيت في الجاهلية.
وللأسف هناك الكثير من قصص النساء المسلمات اللاتي انزلقن في منحدر المرأة الغربية الجيد المظهر والسيئ الجوهر وأصبحن بعد صحوتهن بلا مأوى.
ومن جانب آخر علينا أن ندرك أن ليس كل ما يلمع هو ذهب بالدول الغربية، سواء اكان ذلك حقوق الانسان او امرأة أعجب بها مسلم ويريد ان يتزوجها ثم يكتشف لاحقا أنه أخطأ بالاختيار وهناك الكثير من هذه الزيجات انتهى بهم الحال إلى الطلاق ومن ثم دخلوا في مشاكل حضانة الأبناء.
أما فيما يخص حياتنا اليومية فليس هناك ما يؤرقها الا البعد عن الدين والقيم والمبادئ التي يحاول اصحاب الافكار الهدامة النيل منها بالتشكيك بصحتها او ملاءمتها امام السيل الجارف من التافهين والتافهات والذين نقوم نحن بصناعتهم وتشجيعهم من خلال برامج التواصل الاجتماعي عند متابعتنا لهم.
فهؤلاء لن تكون لهم قيمة الا من خلال متابعتهم من قبل السذج وهذا يعني زيادة رصيدهم المالي والمعنوي، وبالمقابل هناك علاج قوي ضد هذه العينة من الناس وهو الوعي وما اكثر دعاة الوعي الثقافي في مواقع التواصل الاجتماعي. وعلينا ألا ننسى أن قلة الوعي لدى الشعوب العربية في ايام ثورات الربيع العربي كان له دور كبير في تدمير بلدانهم وتحولهم إلى مهاجرين او لاجئين في المخيمات.
اخيرا ….
عندما فتحت الاندلس واستقر الامر فيها إلى الخليفة عبدالرحمن الداخل (الملقب بصقر قريش) أتاه احد افراد حاشيته وقال له هل آتيك بالخمر أم بجارية جميلة تسليك فقال: كلاهما لست بحاجة لهما، فالجارية سأشغلها بأمري عن امورها وسأنشغل بها عن أمور المسلمين، أما الخمر فهي تنقص العقل وأنا الآن بحاجة إلى ما يزيد عقلي لا لينقصه.