شهدت بلادنا الحبيبة شهرها الأروع، فتزينت ورفعت الأعلام وتفرغ الناس لقضاء الإجازة.
تعلمنا جميعا أن حب الوطن أفعال، وحب الوطن ليس بالشعارات، وهذا العام كانت المظاهر الاحتفالية بضوابط صارمة أيدها الجمهور وأثنى على جهود وزارة الداخلية.
الوطن إرث وانتماء وامتداد، نعمة، ومأوى، وحنين.
الــوطن يحـار فيه الشعور، ويراودك تجاهه كل شعور!
ولأن حب الوطن شعور صادق وعميق، فهو يشمل كل ما يرتبط به، ويشاركه كل من يعيش على أرضه وإن لم ينتم إليه بصفة المواطنة من الذين سكنوا أرضه فذاقوا الأمان وطيب العيش وخدموا فيه، ويمتد حتى إلى نباتاته التي تنمو على قارعة الطريق، وسمائه وطيوره وكائناته.
إنه الحب الذي لا يقتصر عليك ولا تتملكه ولا تختص به، فكان لزاما أن يكبر، ولأن الحب حقيقة أمانة ومسؤولية. فهو يظهر في سلوكنا وممارستنا لحياتنا اليومية، ويظهر في حنيننا عندما نبتعد عنه، وفي رمزيات نتفنن فيها، وبمأكولات ومفردات، جميعها تجسد الانتماء، الانتماء الذي نعتز به، نردد ماضيه، ونعمل لمستقبله.
فعندما يكون الشعور قويا متأصلا متشعبا، فهو أولى بالفهم وحسن الأداء، بأن تكون إنسانا كريما، لا يعتدي، فالعدوان ليس حصرا أن يكون تطاولا وإساءة، إنما قد يكون في الإهمال وتضييع الواجب، ونكران الفضل.
ومفهوم المواطن الصالح تطور مع الزمن، فأصبح المعمول له ما يسمى بالفرد الصالح، أي الذي يعمل الخير ويلتزم بالقانون ويحترم النظم، ويساعد ويبادر، ويكف الأذى أينما حل وراح، ليكون إنسانا طيبا مستقيما.
وطالما آمنت بأن تمثيلنا لأوطاننا يرافقنا، نحن ننقل صورة عن شعبنا ونمط حياتنا وقيادتنا عندما نرتحل، فلنختر لبلدنا الغالي أفضل تمثيل. كيف لا ونحن ننعم بحياة كريمة وروابط متينة وقيم جميلة وقيادة حكيمة محبة!.
ليزدهر حب الكويت فينا بجدنا واجتهادنا، بالتعاون في نبذ الخلافات والفرقة، في حب الخير للجميع، في رعاية أماناتنا.
فحب وطننا الكويت ليس أنغاما رنانة، ولا مسيرات صاخبة، وليس في «فبراير» فقط!
اللهم احفظ أرض الكويت وكل من عليها.
اللهم آمين.
[email protected]