بيروت - منصور شعبان
إلى حين التوصل الى الهدنة في قطاع غزة والتي يأمل الوسطاء ان تنجز بحلول رمضان المبارك، تأخذ التطورات الميدانية مداها بالاتجاه الذي يريده رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في حربه، محاولا فصل الهجمات على جنوب لبنان عن حربه على القطاع، من دون رادع، وتستمر الاعتداءات الإسرائيلية اليومية على الجنوب وتمتد من البقاع شرقي لبنان، وقبله على طول الساحل اللبناني حتى الضاحية الجنوبية لبيروت، تقابلها الاتصالات واللقاءات الرسمية مع السفراء المعتمدين لإظهار النية الحسنة بعدم الرغبة في دخول لبنان حربا هو بغنى عنها.
نتنياهو لديه بنك أهداف في لبنان، ويدخل في استراتيجيته المعلنة ضرب البنية التحتية لـ«حزب الله» الذي يبادل الجيش الإسرائيلي القصف. وقد استهدفت الطائرات الحربية الإسرائيلية أمس منطقة العاقبية عند أطراف بلدة البيسارية، وأغارت على أطراف بلدتي المعلية والمنصوري، وقال الجيش الإسرائيلي: «قصفنا موقعا عسكريا وبنى تحتية لحزب الله في حنية وجبشيت والبيسارية والمنصوري».
وأفادت القناة 12 الإسرائيلية عن اطلاق دفعة كبيرة من الصواريخ من لبنان على مناطق الجليل الأعلى، شمال إسرائيل، ما دفع الجيش الإسرائيلي الى إطلاق صافرات الإنذار، بينما قصفت مدفعيته محيط منطقة تلة الحمامص.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن الصافرات دوت مرات عدة في بلدات «سعسع» و«كفار حوشن» و«دوفيف» و«سفسوفة» في الجليل الأعلى.
واستمر القصف بإطلاق النار من موقع مسكاف عام الإسرائيلي باتجاه سيارة «فان» لتوزيع الخبز على طريق العديسة، بالقرب من حاجز الجيش اللبناني، وأغار الطيران الحربي الاسرائيلي على بلدة عيتا الشعب ومحيط موقع الراهب.
وأمام هذا التدهور حذر القائد العام لقوات الأمم المتحدة العاملة في الجنوب «اليونيفيل» الجنرال أرولدو لاثارو من «تحول مقلق» في تبادل إطلاق النار. وقال في بيان: «نشهد الآن توسعا وتكثيفا للضربات». ودعا «جميع الأطراف المعنيين الى وقف الأعمال العدائية لمنع المزيد من التصعيد وترك المجال لحل سياسي وديبلوماسي يمكن أن يعيد الاستقرار ويضمن سلامة الناس في هذه المنطقة».
وتابع: «في الأيام الأخيرة، واصلنا عملنا النشط مع الأطراف لتخفيف التوترات ومنع سوء الفهم الخطير، ولكن الأحداث الأخيرة لديها القدرة على تعريض الحل السياسي لهذا النزاع للخطر».
هذا فيما تسلك بيروت خطا معاكسا بدعوة وزير الثقافة محمد وسام المرتضى السفراء العرب إلى جولة على الاماكن الاثرية في طرابلس وقلعتها بمناسبة إعلان طرابلس عاصمة للثقافة العربية للعام 2024.
ويحاذي جولة السفراء الحديث الدائم عن مساعي «المجموعة الخماسية» من اجل إيجاد مخرج يؤدي إلى انتخاب رئيس جديد للبنان، في جو يتم تزخيم الحديث عن حلحلة في الملف الرئاسي الذي تتعدد فيه أسماء مرشحي «الخيار الثالث» من دون حسم، بانتظار اجتياز الصعوبات الجمة التي يواجهها الملف وأكبره تداعيات الحرب في غزة لبنانيا والعين، دوما، على اللقاءات الخارجية وانتظار ما بحوزة الموفدين الإقليميين والدوليين، في الوقت الذي يتركز خلاله، الاهتمام بمواكبة المشهد الميداني في المواجهة المفتوحة بين إسرائيل و«حزب الله».
في غضون ذلك، زارت المنسقة العامة للأمم المتحدة جوانا فرونتسكا يرافقها مستشارها السياسي لارس دي غير، رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الذي بحث مع جولتها الأخيرة في المنطقة والآليات التي تسمح بتطبيق القرار الدولي الرقم 1701. ثم زارت فرونتسكا رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل في مركز التيار بميرنا الشالوحي، وتطرق البحث حول الوضع في الجنوب حيث شدد الطرفان على ضرورة احترام القرار 1701 من الجانبين الاسرائيلي واللبناني، كما أكد النائب باسيل دعمه لأي مبادرة جدية تؤدي إلى انتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت ممكن.
بدوره، عرض رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع في معراب مع المدير العام لشؤون منظمة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» في لبنان دوروثي كلاوس الأمور المتعلقة بالمنظمة، مبديا استغرابه «اتجاه البعض إلى إيقاف عمل هذه المنظمة». ودعا الجميع في لبنان وأولهم الحكومة اللبنانية إلى العمل على توضيح أهمية استمرار مهام «أونروا» في لبنان، لما في ذلك من مصلحة له.