دعي أكثر من 61 مليون إيراني للتوجه غدا إلى صناديق الاقتراع لانتخاب أعضاء مجلس الشورى ومجلس خبراء القيادة، في اقتراع يتوقع أن يعزز قبضة المحافظين على السلطة في غياب بديل.
وسيكون المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي أول من يدلي بصوته في أحد مكاتب الاقتراع الـ59 ألفا الموزعة في إيران ولاسيما في المدارس والمساجد.
وأعلن خامنئي خلال استقبال جمع من الناخبين انه «يجب على الجميع المشاركة في الانتخابات»، داعيا «الشخصيات المؤثرة» إلى «تشجيع» المواطنين على التصويت. وقال «كلما شهدت الانتخابات اندفاعا، تم ضمان القوة الوطنية والأمن الوطني».
وتجري الانتخابات في ظل توتر يسود المنطقة جراء الحرب بين إسرائيل وحركة حماس المستمرة منذ 7 أكتوبر في قطاع غزة.
ويتوقع الخبراء نسبة مقاطعة مرتفعة جدا تتخطى 50%.
وشهدت الانتخابات التشريعية عام 2020 أدنى نسبة مشاركة منذ إعلان الجمهورية الإسلامية عام 1979، إذ لم يدل سوى 42.57% من الناخبين بأصواتهم خلال الاقتراع الذي جرى في بداية أزمة وباء «كوفيد-19».
وعنونت صحيفة «هم ميهن» الإصلاحية أمس الاول «الأجواء السياسية تبقى جليدية»، مشبهة المناخ السياسي بموجة البرد والثلج التي اجتاحت عددا من المناطق الإيرانية في الأيام الأخيرة.
من جانبها، أثنت صحيفة «وطن امروز» المحافظة على «اهتمام الشعب بالحملة» وخصوصا في الأرياف.
وفي طهران حيث لم يصوت سوى 26% من الناخبين عام 2020، فإن عدد لافتات المرشحين أدنى منه في الحملات الانتخابية السابقة.
وكانت العاصمة أحد مراكز الحركة الاحتجاجية الواسعة التي هزت البلاد بعد وفاة الفتاة مهسا أميني في سبتمبر 2022 بعد أيام على توقيفها من قبل شرطة الأخلاق لعدم التزامها بقواعد اللباس الصارمة في الجمهورية الإسلامية.
كما تجري الانتخابات في ظل استياء متزايد في إيران إزاء غلاء المعيشة ونسبة تضخم تقارب 50%.
وقال محسن عميدبخش الموظف الأربعيني «جيوب الناس فارغة»، مضيفا «لا أعتقد أن مجلس الشورى المقبل سيتمكن من تبديل هذا الوضع».
وينتخب الإيرانيون أعضاء مجلس الشورى الـ 120 لمدة أربع سنوات في اقتراع من دورة واحدة.
كما يختارون أعضاء مجلس خبراء القيادة، وهي هيئة مؤلفة من 88 عضوا من رجال الدين ينتخبون لمدة ثماني سنوات بالاقتراع العام المباشر، تقوم باختيار المرشد الأعلى الجديد وتشرف على عمله وعلى إمكان إقالته.
وصادق مجلس صيانة الدستور على عدد قياسي من المرشحين بلغ 15200 مرشح للانتخابات التشريعية، رافضا في المقابل ترشيحات أكثر من 30 ألفا آخرين، بينهم شخصيات معروفة في طليعتها الرئيس السابق المعتدل حسن روحاني (2013-2021) الذي أبطل ترشيحه لمجلس الخبراء رغم أنه عضو فيه منذ 24 عاما.