تواصل الآيات الحديث في ختام سورة التوبة عن المنافقين وصور الكشف عنهم وعن طبعهم حتى يعرفهم الرسول صلى الله عليه وسلم والمجتمع المسلم.
وإن من أعظم الأمور فتنة للمنافقين هو مواطن الغزوات مع النبي صلى الله عليه وسلم، لذلك هم يتعرضون في العام الواحد الى فتنة أو أكثر عندما يخرج النبي صلى الله عليه وسلم للغزو، مع ذلك فهم لا يتوبون ولا يتعظون من افتضاح أمرهم مقارنة مع ثبات وإيمان الصحابة رضوان الله عليهم، بعد كل معركة تتنزل الآيات لتصف أحوال الصحابة المؤمنين والمنافقين المتخاذلين، كان النبي يتلو الآيات والسور في مجلسه مع الصحابة وبحضور المنافقين ويستعرض تقييم الغزوة وما كان من تضحيات من المؤمنين وخذلان من المنافقين ولكن هذا الاستعراض كان يكشف عيوب المنافقين ويجعلهم يخططون للهروب من مجلس النبي صلى الله عليه وسلم، ذلك لأن قلوبهم وعقولهم غير مستعدة لفهم آيات القرآن وقد دأبوا على عدم التدبر.
(أولا يرون أنهم يُفتنون في كل عام مرة أو مرتين ثم لا يتوبون ولا هم يذكرون وإذا ما أُنزلت سورة نظر بعضهم إلى بعض هل يراكم من أحد ثم انصرفوا صرف الله قلوبهم بأنهم قوم لا يفقهون) (التوبة 126 - 127).