رطّبي لسانك بذكر الله
أفضل وسيلة يتقرب بها العبد من الله عز وجل أن يحصن نفسه كل يوم وليلة بالدعاء وأذكار الصباح والمساء، وما أكثر الكتب الصحيحة التي تحتوي على الأذكار ومتوافرة في كل مكان توزع مجانا، وهذه الأذكار تقرب بين العبد وربه وتثبت في قلبه الطمأنينة وتشعره بالأمان، كما انها تخرج المسلم من الضيق والكرب وتقوي قلبه وعقله، كما انها تكسب المسلم رضا الله عز وجل فيرتاح القلب وتهدأ النفس فيرضى الإنسان بكل بلاء لأنه يعلم أن كل ما يأتي من الله خير، قال تعالى: (فاذكروني أذكركم) فذكر الله طاعة وعبادة يترتب عليها ذكر الله لنا ورعايتنا وحفظنا. فرطبي لسانك بذكر الله.
اعلمي أن الإيمان مقترن بالعمل الصالح
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الإيمان بضع وستون شعبة - أو بضع وسبعون شعبة أعلاها قول: لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان).
والإيمان بالله والعمل الصالح من مفاتيح الجنة، قال تعالى: (والذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون) سورة البقرة: 82. ودائما نرى ما يأتي الإيمان بالله مقرونا بالعمل الصالح، وأنه سبب لدخول الجنة وباب الأعمال الصالحة من رحمة الله واسع وكبير، وطرق كسب الثواب عديدة لا يحصيها إلا الله سبحانه وتعالى. كما أن المؤمن الذي يعمل الأعمال الصالحة يزداد الإيمان في قلبه ويكون عمله الصالح مقرونا بإيمانه بالله عز وجل، قال الله تعالى: (الذين آمنوا وعملوا الصالحات طوبى لهم وحسن مآب) الرعد 29.
فنجد أن في كل موطن ذكر فيه الإيمان أردفه بذكر العمل الصالح، أما أن يكون الإنسان مؤمنا ولا يعمل عملا صالحا فهو إيمان ناقص فهناك تلازم بين الإيمان والعمل الصالح، فإذا كان الإيمان محله القلب فإن العمل الصالح محله الجوارح.
قال الله تعالى: (هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي ربك أو يأتي بعض آيات ربك يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا قل انتظروا إنا منتظرون).
وقال تعالى: (ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون نقيرا)، فكان الشر (وهو مؤمن) فالعمل الصالح والإيمان يدخلهم الجنة ولا يظلمون نقيرا.
وكذلك (ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن) فلا يخاف ظلما ولا هضما، (فمن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا كفران لسعيه وإنا له كاتبون) فنرى في جميع الآيات أن الإيمان مقرون بالعمل الصالح ومن هنا فإن الإيمان بدون عمل صالحا أو العمل الصالح بدون إيمان كرماد اشتدت به الريح (مثل الذين كفروا بربهم أعمالهم كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف لا يقدرون مما كسبوا على شيء ذلك هو الضلال المبين).
(ألقيت هذه المحاضرة
في مسجد فاطمة الجسار بمنطقة الشهداء)