بيروت - منصور شعبان - خلدون قواص
العمليـــات الحربيـــة مستمرة حاجزة مكانها تحت أشعة الشمس وضوء القمر في جنوب لبنان المزنر بالنار لحين شموله بالهدنة المرتقبة في غزة خلال شهر رمضان المبارك، مع تسجيل ارتفاع عدد العناصر الذين خسرهم «حزب الله» منذ 8 أكتوبر الماضي إلى 225 شهيدا لديه.
ويترافق ذلك مع ترقب وصول كبير مستشاري الرئيس الأميركي جو بايدن لأمن الطاقة آموس هوكشتاين لإجراء محادثات مع كبار المسؤولين اللبنانيين تتناول ترسيم الحدود مع إسرائيل والهدنة الرمضانية في غزة وإمكان انسحابها على جبهة الجنوب، وإجراء مفاوضات غير مباشرة بين لبنان وإسرائيل، إضافة إلى الملف الرئاسي، حيث تفيد معلومات «الأنباء» بأن مساعي «المجموعة الخماسية»، الهادفة إلى إيجاد قواسم مشتركة حول انتخاب رئيس للجمهورية، لا تتعارض مع جهود هوكشتاين بل تتكامل حتى التوصل لانتخابه، وتجزم المصادر بأن إنجاز الاستحقاق يكمن في التعاون بين كل الأطراف اللبنانيين المعنيين به مع «الخماسية» وهوكشتاين.
وفي المعلومات أيضا فإن تسويق «كتلة الاعتدال الوطني» لمبادرتها، كان بمثابة جس نبض على سبيل استكشاف النوايا، وكل المعطيات المتوافرة تشير إلى أن ساعة الحسم لم يأت أوانها بعد، حتى يكون هناك الحد الأدنى من التوافق بين القوى السياسية الفاعلة، وما يقال هنا وهناك إنما هو تحريك للأجواء انتظارا لساعة الحسم التي ينتظرها اللبنانيون بفارغ الصبر.
ويوحي الجو العام للقادة اللبنانيين، بعد مساعي «كتلة الاعتدال الوطني»، أن كل ما قيل سابقا، عن مرشحين يتم التداول بأسمائهم هو، بحسب معطيات «الأنباء»، من قبيل حرق المراحل والأسماء التي يمررها عدم انتخاب «فخامة الرئيس»، بما في ذلك توالد الأزمات والتداول بالملفات والصراعات الجانبية، لكي يتسنى إلقاء كل طرف باللائمة على الطرف الآخر، فيما الأرض اللبنانية تحترق في الجنوب والأهالي تائهون.
وهذا ما ترجمه البطريرك الماروني بشارة الراعي، في عظة الأحد، بقوله: «لا دخل لشعبنا في الجنوب بهذه الحرب ويجب ألا ينزلق أحد إلى التدمير والتشريد من دون فائدة».
ولفت الراعي إلى أن «المسؤولين السياسيين في لبنان بحاجة إلى مصالحة فيما بينهم وتقتضي تنقية ذاكرتهم وطي صفحة الماضي وإذا فعلوا وضعوا خير اللبنانيين فوق كل اعتبار».
ونوه الراعي «بكل مسعى لانتخاب رئيس ونخص بالذكر لجنة السفراء الخمسة وتجمع المعتدلين؛ لأنه بانتخاب الرئيس تكتسب المؤسسات الدستورية شرعية الممارسة لأعمالها».
ولفت إلى انه «طالما الجمهورية اللبنانية من دون رئيس، فستتكاثر الفوضى، وتتفكك أوصال الدولة، وتستباح مخالفة القوانين، ويطغى ظلم القادرين والنافذين وفائض القوة».
بدوره، قال مطران بيروت للروم الأرثوذكس إلياس عودة، في عظته أمس، إن «لبنان بحاجة إلى تضافر الجهود من اجل إنقاذه، وأول عمل على المسؤولين القيام به هو انتخاب رئيس يقود عملية الإنقاذ. إن التأخر في انتخاب الرئيس أو تعطيل الانتخاب هو عمل مدان لأنه يمنع الإنقاذ، ويسهم في القضاء على ما تبقى من مقومات البلد ومن تبقى من أبنائه المتشبثين به».
أما شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز سامي أبي المنى فقد أكد «دعم كل مبادرة تحت مظلة الدستور والمجلس النيابي للخروج من نفق التعقيدات والى الحوار الذي يصل لانتخاب رئيس للجمهورية»، ودعا في تصريح إلى «خرق هذا الجمود والخلافات، لنتفادى الأخطار معا ونؤكد على الالتزام بمصلحة الوطن قبل أي مصلحة خارجية»، داعيا إلى وضع «المصلحة الداخلية قبل أي مصلحة خارجية، لا يجوز أن نخرب بلدنا لنصلح الخارج».
من جهته، عضو كتلة «تجدد» النائب أديب عبدالمسيح قال في لقاء مع الإعلاميين في سيدني: «المجلس النيابي هو حاليا هيئة انتخابية فقط لانتخاب رئيس للجمهورية مع وجود بعض الاستثناءات لمصلحة لبنان العليا، علما ان انتخاب الرئيس يشكل الباب الوحيد والرئيسي لأي إصلاح من اجل استعادة مكانة لبنان».