بيروت - منصور شعبان - أحمد عزالدين
تؤشر التطورات الجنوبية التي تخللها استخدام للقنابل الفوسفورية ومحاولات تسلل إلى خطورة الوضع العسكري، تزامنا مع وصول كبير المستشارين لشؤون الطاقة في البيت الأبيض آموس هوكشتاين إلى بيروت، للقاء رئيسي مجلسي النواب نبيه بري والوزراء نجيب ميقاتي ووزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب وقائد الجيش العماد جوزف عون.
وقال هوكشتاين في تصريح مقتضب عقب انتهاء محادثاته مع بري: «ان التصعيد لن يساعد اللبنانيين ولا الإسرائيليين في العودة إلى منازلهم»، وقال: «الولايات المتحدة ملتزمة بالعمل مع حكومة لبنان لإنهاء العنف الذي بدأ في 8 أكتوبر. وهي تعمل من أجل التوصل لهدنة في قطاع غزة وإطلاق سراح الرهائن».
وأشار إلى ان «أي هدنة في غزة لن تمتد بالضرورة تلقائيا للبنان»، وقال: «نعمل مع شركاء دوليين لتأمين حل سلمي في لبنان».
واعتبر هوكشتاين ان «التصعيد أمر خطير ولا شيء اسمه حرب محدودة».
وترافقت زيارة هوكشتاين مع تحليق مكثف للطيران الحربي الإسرائيلي فوق بعلبك، سبقه استخدام الجيش الإسرائيلي للقذائف الفوسفورية في قصفه الجانب اللبناني من الحدود، مستهدفا منطقة «بئر المصلبيات» عند المدخل الشمالي لبلدة حولا ووادي هونين ورميم للتغطية على سحب الإصابات التي نتجت عن استهداف صاروخ موجه أصاب آلية في مستعمرة «مرغليوت» الإسرائيلية.
وأعلن «حزب الله»، أمس، عن استهدافه قوات إسرائيلية بالصواريخ «أثناء محاولتها التسلل إلى الأراضي اللبنانية»، مؤكدا تحقيق إصابات مباشرة، وأصدر بيانات عدة أكد فيها استهدافه لقوة إسرائيلية حاولت التسلل في منطقة وادي قطمون، وقوة أخرى من لواء «غولاني» حاولت التسلل من جهة خربة زرعيت مقابل بلدة راميا، كما أعلن الحزب استهدافه لثكنة زرعيت الإسرائيلية ومحيطها بأسلحة المدفعية.
ونقلت وسائل الإعلام عن هيئة الإسعاف الإسرائيلية تأكيدها مقتل شخص وإصابة 10 آخرين إثر سقوط قذائف صاروخية أطلقت من جنوب لبنان على مستوطنة مرغليوت في الجليل الأعلى شمال إسرائيل.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن الشخص الذي قتل إثر سقوط قذائف صاروخية على مرغليوت هو عامل أجنبي، مؤكدة أيضا أن جميع المصابين من العمال الأجانب.
وقد أكد «حزب الله»، استمراره بعمليات الرد على الاعتداءات الإسرائيلية بما هو أشد «وستصل في نهاية المطاف إلى لي ذراع العدو»، على حد تعبير رئيس «كتلة الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد في مناسبة تأبينية.
وفيما يخص البند الآخر، في مهمة هوكشتاين وهو الاستحقاق الرئاسي، فآخر المبادرات، تولاها «تكتل الاعتدال الوطني» الذي تفيد أجواؤه بأن مداولاته لم تخرج عن الموقف العام لجهة أهمية انتخاب رئيس يواكب المرحلة.
وأفاد نائب في «تكتل الاعتدال الوطني»، تحفظ عن ذكر اسمه، «الأنباء» بأن أجواء اللقاءات التي أجراها التكتل مع الكتل النيابية جيدة، على عكس ما يحاولون الإيحاء به بأن مبادرة التكتل الرئاسية قد انتهت.
وأوضح أن «تيار المردة» طرح أن يترأس جلسات الحوار أو المشاورات رئيس مجلس النواب.
بدوره، توجه «لقاء سيدة الجبل»، بعد اجتماعه الأسبوعي، بكتاب مفتوح إلى المبعوث الأميركي هوكشتاين، مختصره: «أن التفاوض مع حزب الله بالواسطة او مباشرة، لا يساهم في تحقيق الاستقرار في لبنان والشرق الأوسط. وتبادل المصالح بين الحزب وإسرائيل لن يؤدي إلى السلام كما تأملون، بل إلى المزيد من عدم الاستقرار من خلال تقويض أسس الدولة اللبنانية ومؤسساتها التي أمعن الحزب في تدميرها، وخير دليل نسفه كل محاولات انتخاب رئيس للجمهورية مع ما يعنيه ذلك من تعطيل لسائر المؤسسات وانتظام عملها».
وطالب: «الولايات المتحدة، كدولة صديقة للبنان وبما لها من دور رئيسي في اقتراح ورعاية القرارات الدولية المتصلة بالشأن اللبناني 1559، 1680، 1701، بالعمل على تطبيقها».
اقتصاديا، أكد «الاتحاد الوطني لنقابات العمال والمستخدمين في لبنان» على ضرورة «إقرار تصحيح الأجور ما يوازي 700 دولار حدا أدنى للعيش بكرامة للعاملين في القطاع الخاص وذلك استنادا إلى دراسة (الدولية للمعلومات) تصحيح قيمة بدل النقل إلى ما يوازي ثمن 12 صفيحة بنزين في الشهر على أساس السعر الرائج للمحروقات».
ورفض تجمع موظفي الإدارة العامة «تحميل الموظفين مسؤولية الانهيار الاقتصادي كما حصل في سلسلة الرتب والرواتب، ونحن نعلم أن الغاية من التحريض هي لمنع فرض ضرائب ورسوم على الشركات الكبرى بحجة الحرص على مصلحة الفقراء والمواطنين».