مع اقتراب شهر رمضان المبارك تنتعش في دمشق كما في باقي المدن السورية، ظاهرة بيع المساعدات الدولية من خلال سماسرة ووسطاء وتجار كبار، بينما يتساءل السوريون ممن هم في أمسّ الحاجة لهذه المساعدات، عن طريقة وصولها إلى أيدي التجار، رغم انتشار فرق التفتيش التابعة لوزارة التجارة الداخلية، والاجهزة الأمنية في كل مكان.
وتنتشر «بسطات بيع سلل المساعدات الغذائية» والتي من المفترض أن توزع مجانا على المحتاجين الذين تتجاوز نسبتهم أكثر من 90 في المائة من السكان، وذلك في مناطق عدة في دمشق مثل «الشيخ سعد ـ الحميدية ـ مساكن برزة ـ كراجات السيدة زينب»، وتوفر لـ«الزبائن» مواد ضرورية للاستخدام المنزلي اليومي وبأسعار تقل عن المحال التجارية، وفقا لموقع «أثر برس» المقرب من حكومة دمشق.
وعلى سبيل المثال، يباع ليتر الزيت النباتي على هذه البسطات بسعر يتراوح بين 15-17 ألف ليرة سورية، بينما يتراوح سعره في المحال التجارية بين 19-22 ألف بحسب النوعية، الأمر الذي يدفع السكان للبحث عن هذه البسطات بهدف التوفير ولو كان وفرا غير كبيرا.
وقال موقع «أثر برس» بحسب تقرير له إن هنالك مواطنين يبيعون المساعدات المقدمة لهم للمحال التجارية لتأمين مبلغ مالي يتراوح بين 250-300 ألف ليرة لتأمين مصاريف الشهر، والأمر بالنسبة لهم ليس تجارة، فهم فعليا بحاجة للسلة الغذائية التي يحصلون عليها لكن ليس بشكل دائم، فهم قد يستغنون عنها خلال شهر أو اثنين لكون بعض محتوياتها متوافرة لديهم في المنزل، وبالتالي بيعها يكون أجدى بالنسبة لهم.
كما أن بسطات أخرى تقوم ببيع المواد بـ«المفرق»، إذ تعرض محتويات السلال الغذائية ويباع كل صنف على حدة، وهي أرخص من السوق بما يقارب 20 في المئة من إجمالي السعر المعمول به لذات المواد في السوبر ماركت.
وفي آب عام 2023، عثر الأهالي في منطقة عمريت بريف طرطوس على مساعدات أممية مدفونة في مواقع متعددة بالمنطقة، وذلك لانتهاء صلاحيتها من جراء تخزينها وعدم توزيعها.