لقد جاءكم رسول من أنفسكم أيها العرب ويتكلم بلغتكم ومن جنسكم، حريص على هدايتكم وإبعادكم عن النار، ويعز عليه عنادكم ومشقتكم في عذاب الدنيا أو الآخرة وبالمؤمنين، كثير الرأفة والرحمة فهو رؤوف بكم مع الضعف والرقة، وهو رحيم بكم مع الإحسان والعطاء، فإن أعرضوا عن الإيمان برسالتك فقل ايها الرسول (حسبي الله) يكفيني ان يكون الله هو ناصرا ومعينا لي، فقد فوضت أمري الى الله وتوكلت عليه وهو رب العرش العظيم الذي يعد من اعظم المخلوقات، فلا يعرف حقيقة الكرسي إلا الله عزّ وجلّ فنحن نؤمن بالعرش والكرسي كما جاء وصفه في القرآن من غير تشبيه بشيء معروف.
هنا يقرن الرسول صلى الله عليه وسلم توكله على الله عزّ وجلّ بالذي هو خالق العرش العظيم فهو يستند إلى صاحب الملك والسلطان والذي يحكم ويدبر كل شيء سبحانه وتعالى.
(لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم) (التوبة: 128 - 129).