- السفير المصري بعد لقاء اللجنة ورئيس مجلس النواب: قناعة لدى الكتل السياسية بالحوار والتشاور
بيروت ـ منصور شعبان - أحمد عزالدين
في كل يوم يمر تزداد المخاوف لدى اللبنانيين من ارتفاع منسوب التفلت العسكري الميداني في الجنوب، في ظل غياب الثقة بالنوايا الإسرائيلية، وآخرها ما نقلته صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن وزير الخارجية يسرائيل كاتس قوله «نقترب باستمرار من الحرب مع حزب الله وسيتحمل لبنان عواقبها»، فيما الأعمال الحربية مستمرة بين إسرائيل وحزب الله.
وفي الميدان، قام الجيش الإسرائيلي بتمشيط كفركلا بالأسلحة الرشاشة والثقيلة، وأعلن حزب الله عن استهدافه تجمعا لجنود العدو قبالة بلدة الوزاني وآخر في محيط ثكنة ميتات وموقع المرج، وكذلك التجهيزات التجسسية في موقع العاصي.
من جهة أخرى، دعت وزارة الخارجية والمغتربين المجتمع الدولي إلى تكثيف جهوده لدعم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، تمكينا لها من متابعة الاضطلاع بمهامها الإنسانية تجاه اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، ودول الجوار. وشددت الوزارة، في بيان، على ألا بديل عن «أونروا»، التي نشأت بعد فشل حل الدولتين منذ حوالي 75 عاما، وسينتهي دورها حكما لدى تطبيق هذا الحل ونشوء الدولة الفلسطينية المستقلة التي تضمن لكل اللاجئين حقوقهم وعودتهم إلى وطنهم الأم.
هذا، ويسود الوسط السياسي في العاصمة اللبنانية، لغط حول صمت الحكومة اللبنانية عما أعلن عنه بشأن مفاوضات سرية تمت في بيروت الأسبوع الماضي، بين حركة «حماس» و«الجهاد الإسلامي» و«الجبهة الشعبية» وقيادات المتمردين الحوثيين، لمناقشة تنسيق أعمال المقاومة ضد إسرائيل مع استمرار الحرب في غزة.
ويبقى الملف الرئاسي موازيا بحجم خطورة الوضع في الجنوب، إذ عاد تحرك سفراء «اللجنة الخماسية الإقليمية ـ الدولية» وهم: الأميركية ليزا جونسون، الفرنسي هرفيه ماغرو، السعودي وليد البخاري، المصري علاء موسى، والقطري الشيخ سعود بن عبدالرحمن آل ثاني، محتلا الواجهة الديبلوماسية لمعالجة أزمة انتخاب رئيس للبنان.
وينظر إلى «مكوكية» السفراء، الحالية، على أنها استكمال لما بدأه «تكتل الاعتدال الوطني»، ما يعني ان «المشوار» إلى القصر الجمهوري أصبح في منتصف الطريق، وكل المداولات تتم داخل دائرة «الاستطلاع» ورفع التقارير، وسيوسع السفراء هذه المرة جولتهم لتشمل القيادات السياسية والكتل النيابية، بدءا من لقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة والبطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي، وتستكمل اليوم بلقاءات مع الرئيس السابق ميشال عون ورئيس حزب القوات اللبنانية د.سمير جعجع والرئيس السابق لـ «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط. وقال بري عقب اجتماعه بالسفراء إن اللقاء كان جيدا وسيتكرر، والتوافق قائم على ضرورة إنجاز التفاهم وصولا لإنجاز الاستحقاق.
بدوره، سفير جمهورية مصر العربية علاء موسى قال بعد انتهاء اللقاء: حظينا بشرف استقبال الرئيس بري لنا كسفراء للجنة الخماسية، هذا اللقاء يأتي في إطار تحرك اللجنة من أجل بذل الجهود لإحداث خرق في الملف الرئاسي وصولا إلى انتخاب الرئيس في أقرب فرصة.
وأضاف: الهدف من هذا اللقاء هو بداية الحديث مع الرئيس بري للتأكيد على ما سبق أن أعلنه سواء أمامنا في اللجنة وفي وسائل الإعلام عن أنه ملتزم في بذل كل المساعي من أجل انتخاب الرئيس وتسهيل العملية الانتخابية، والحقيقة تحدثنا مع دولته بتفاصيل كثيرة وسوف نتناول هذه التفاصيل في لقاءات لـ«الخماسية» مع مختلف القوى السياسية التي سنلتقيها جميعها من دون استثناء وعلى فترات.
وتابع: عندنا جولة من المباحثات في اليومين القادمين والقيام بجولة أخرى وصولا إلى تشكيل وجهة نظر متقاربة لدى الجميع وأرضية مشتركة تهيئ وتساعد كثيرا في الانتهاء من الاستحقاق الرئاسي، اللقاء كان طيبا للغاية واستمعنا من الرئيس بري إلى ما سبق أن ذكره لنا من التزامه التام، وهو ما سوف نسعى لشيء مشابه له من كل الكتل السياسية للدخول إلى مسار يفضي إلى انتخاب رئيس للجمهورية في أقرب وقت ممكن وسوف تلاحظون في الفترة المقبلة سيكون هناك الكثير من الاجتماعات والتحركات.
وردا على سؤال عن ماهية الإشارات الجديدة التي دفعت الخماسية لاستئناف حراكها، أجاب السفير المصري: الإشارات الإيجابية تتلخص بعنوان رئيسي هو المرونة، فهذا الاستحقاق كما تعلمون جميعا ومنذ بداياته كانت هناك مواقف حدية بعض الشيء وبالتالي ما نسعى إليه التقليل من هذه الحدية والبحث عن أرضية مشتركة، وما تلقيناه في الأيام الأخيرة من إشارات إيجابية هو في الحقيقة يجعل الأمر أكثر مرونة، وبالتالي يمكن أن نخلق هذه الأرضية التي تحدثنا عنها وخلق المناخ الذي يساعد في الوصول لإحداث اختراق في الملف الرئاسي.
وردا على سؤال حول طبيعة الخرق الملموس الذي تحقق في الملف الرئاسي، أجاب السفير المصري: الخرق الملموس هو في الحقيقة أن الكتل السياسية عندها قناعة الآن بأن التوافق فيما بينها شي مهم للغاية وعندما نتحدث عن التوافق معنى ذلك أن الجميع عنده استعداد للحوار والنقاش والتشاور وصولا إلى أمر يتفق عليه الجميع، وهذا ما نبحث عنه، أما فيما يخص كتلة الاعتدال وحراكها في الحقيقة لا يختلف كثيرا قد يكون بعض التفاصيل أكثر، لكن نحن نقول إن تحرك الاعتدال وآخرين في البرلمان هو شيء مهم وضروري، ومرة أخرى نؤكد ان هذه العملية ملكيتها تعود حصريا إلى البرلمان وليس لأي طرف آخر، وبالتالي حركة الاعتدال حراك مهم وكذلك حراك الآخرين. لن أتحدث عن اي شيء آخر إنما عن خطوط عريضة، وفي قادم الأيام يمكن أن نتحدث بتفاصيل إن شاء الله.
وكان لرئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية مواقف اطلقها في لقاء له مع نقابة محرري الصحافة اللبنانية، قائلا إن «احترام الدستور واجب ولا يمكن أن نتعاطى معه باستنسابية أو وفق المصلحة الشخصية كما يفعل البعض»، لافتا إلى «ضرورة أن يكون للمرشح تاريخ في العمل السياسي والوطني ومواقفه معروفة وألا تهبط الأسماء فقط بهدف العرقلة».
وأضاف «منذ 2005 واسمي مطروح للرئاسة، وبالتالي فإن الثنائي الشيعي لم يرشحني بل هو داعم لترشيحي، وليس من الجائز عدم الأخذ بعين الاعتبار الواحد والخمسين صوتا، ما يعني أن هناك 15 نائبا مسيحيا اقترعوا لي وهم داعمون».