بيروت - داود رمال
أكد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي «انه لا خيار للبنان سوى اتباع طريق الحوار البناء والاحترام المتبادل والتسامح الذي يمثل الانسجام ضمن الاختلاف»، مشددا على «ان اللجوء إلى القيم الإنسانية، مثل تلك التي تمثلها الفرنكوفونية، وحده يمكن أن يجنبنا الغرق الأخلاقي والمعنوي».
وفي خلال رعايته احتفالا باليوم العالمي للفرنكوفونية في السرايا أمس، حضره وزير الاعلام زياد مكاري، وممثل وزير الثقافة رئيس اللجنة الوطنية للأونيسكو شوقي ساسين، ورئيس لجنة الصداقة البرلمانية اللبنانية الفرنسية النائب سيمون ابي رميا، والنائب ميشال موسى، وممثل منظمة الفرنكوفونية لمنطقة الشرق الاوسط ليفون اميرجانيان، وسفير فرنسا هيرفيه ماغرو، وسفير تونس بوراي الامام والمدير الاقليمي للوكالة الجامعية الفرنكوفونية في الشرق الأوسط جان نويل باليو وشخصيات، قال ميقاتي «ما زلنا ضحايا العدوان الإسرائيلي، الذي يواصل انتهاك القانون الدولي من خلال استهداف المدنيين والبنية التحتية، ويستمر في تنفيذ التدمير المتعمد للنظم البيئية الطبيعية والزراعية. وفي ظل الاضطرابات الناجمة عن زعزعة الاستقرار الإقليمي والعالمي، حيث أصبح السلام أكثر عرضة للخطر من أي وقت مضى، وحيث فشلت الإنسانية في مواجهة فلسطين، فإن اللجوء إلى القيم الإنسانية، مثل تلك التي تمثلها الفرنكوفونية، هو وحده الذي يمكن أن يجنبنا الغرق الأخلاقي والمعنوي».
وقال ممثل منظمة الفرنكوفونية لمنطقة الشرق الاوسط ليفون اميرجانيان في كلمته: «على الرغم من التحديات الاقتصادية والسياسية والأمنية الكبيرة، استطاعت السلطات اللبنانية والشركاء والمجتمع الفرنكوفوني بشكل عام أن يتلاحموا حول التنوع الثقافي واللغوي الذي يجمعنا خلال هذا الشهر الفرنكوفوني».
وأضاف: لقد اتخذت هذه التجمعات الفرنكوفونية كموضوع رئيسي «الابتكار والإبداع وريادة الأعمال باللغة الفرنسية»، والذي سيرافقنا حتى شهر أكتوبر، حيث يتزامن هذا العام مع القمة الـ 19 لقادة الدول وحكومات الفرنكوفونية التي ستعقد في فرنسا. هذا الموضوع يرمز ليس فقط إلى هدف وجودنا - حيوية اللغة الفرنسية وتعزيز التعددية اللغوية - ولكن أيضا للقوة والإمكانيات التي تمثلها الفرنكوفونية المعاصرة اليوم. تضع الفرنكوفونية المستقبلية بذلك الإبداع والابتكار وريادة الأعمال في صلب عملها، لتلبية طموحات واحتياجات الشعوب الفرنكوفونية، وخاصة الشباب والنساء.
واعرب سفير تونس في لبنان ورئيس مجموعة السفراء الفرنكوفونيين في لبنان بواري الإمام في كلمته عن التصميم للعمل معا كسفراء ناطقين باللغة الفرنسية بالتنسيق مع اصدقائنا اللبنانيين من اجل لبنان مستقر ومزدهر ورائد في المنطقة، أملا أن يستعيد لبنان دوره بسرعة كبلد نموذجي للعيش المشترك.
والقى رئيس اللجنة الوطنية للأونيسكو ومستشار وزير الثقافة شوقي ساسين كلمة وزير الثقافة محمد وسام المرتضى وقال: عليّ في هذه المناسبة أن أشير إلى أن توطيد السلام في العالم، عبر الثقافة التي تحترم خصوصيات الشعوب وحقوقها، كما تنادي به المنظمة الفرنكوفونية، يملي عليها أن تعلن موقفا واضحا من الحرب التي تجري في منطقتنا، ويسقط ضحيتها الإنسان وثقافته وزمانه، ماضيا وحاضرا وآتيا. إنها مسألة إنسانية وأخلاقية أولا، قبل أن يكون لها معنى آخر سياسي. لأن التعاون بين الشعوب، ينبغي له أن يمضي إلى خدمة الحق والسلام، وإلا سقط في شباك المصالح. والموقف المطلوب في مواجهة عمليات الإبادة والقتل الجماعي والجرائم ضد الإنسانية التي ترتكب كل دقيقة في غزة والمنطقة بأسرها، لا يجوز اعتباره أمرا مرتبطا بالسياسة، بل على العكس إن السكوت عن هذه المجازر هو الموقف السياسي المحض الذي يستبطن ممالأة للعدوان.