تعرض خط التوتر العالي بين محطة دير علي وعدرا (2/ 400 كيلو فولط)، رقم 1 في منطقة غرب محطة تشرين الحرارية إلى عملية سرقة وتخريب ضخمة من قبل لصوص مجهولين قاموا بفك «أمراس هوائية» تبلغ قيمتها التقريبية بين 4 و8 مليارات ليرة سورية، ناهيك عن الخسائر الأخرى التي طالت الخط المذكور نتيجة أعمال التخريب وسرقة المكونات الأخرى للأبراج والتي تحتاج إلى تكاليف مالية كبيرة أيضا.
ونقل موقع «أثر» عن مدير التشغيل في المؤسسة العامة لنقل وتوزيع الكهرباء المهندس أحمد النجار أن «السرقة حصلت خلال الأيام الماضية، خلال الفترة التي كان فيها الخط خارج الخدمة حيث تم إيقاف الخط المذكور عن الشبكة منذ 7 أيام تقريبا لإجراءات ترتبط باستقرار الشبكة على خلفية ارتفاع التوتر بخطوط 400 كيلو فولط كخطوة احترازية لضمان سلامة استقرار الشبكة الكهربائية السورية.
وعن كيفية اكتشاف عملية السرقة التي حصلت، يقول النجار: «عندما قام فريق التنسيق بإعادة تشغيل الخط من جديد وتحميله بالكهرباء، حصلت هزة على الشبكة الكهربائية وبالتالي يعني أن هناك عطل، ما دفع الورشات إلى تتبع سبب ما حصل على الخط وبعد الوصول إلى هناك والكشف عليه في منطقة امتداده، تبين أنه تعرض للسرقة بما يقارب 26 فتحة (الوصلة التي تربط بين البرجين)».
وأضاف النجار: «الفتحات المذكورة تتطلب ما يقارب 100 طن تقريبا بشكل تقديري، من الأمراس اللازمة لربطها فيما بينها وهذه مسروقة، ناهيك عن المكونات الأخرى اللازمة لتركيبها من عوازل ومتممات سلاسل وغيرها»، وبالتالي بحسب النجار، فإن التكلفة اللازمة لإعادة التأهيل هي عالية جدا.
وحول الفترة التي استغلها اللصوص للاعتداء على الخط، أكد النجار أن من أقدموا على سرقة الخط على ما يبدو لديهم خبرة وآليات، مشيرا إلى أن اكتشاف الخط بأنه غير محمل بالطاقة الكهربائية هو بسيط لأن خط التوتر العالي عندما يكون فيه تيار كهربائي يصدر صوت (أزيز) يسمعه القريب منه، وبالتالي انعدام وجود الصوت يؤكد أنه خارج الخدمة.
وفي هذا السياق أكد مصدر في وزارة الصناعة السورية لـ«أثر برس» أن الأمراس المسروقة من مقاطع 550/ 70 تباع بـ (الكيلو)، وكل متر أمراس ألمنيوم منها يبلغ وزنه (2.3 كغ) تقريبا. أي أن كل (1 كم) من الأمراس الممدودة، يبلغ وزنه (2300 كغ) من الألمنيوم (2.3 طن).
أما بالنسبة لسعر الكيلو منها، فبحسب المصدر، يبلغ اليوم سعر كيلو الألمنيوم المذكور لهذه الأمراس قرابة (64 ألف ليرة سورية)، وبالتالي يبلغ سعر كل (1 متر) منها نحو (147 ألف ليرة سورية).
أي أن قيمة الأمراس المسروقة لوحدها تزيد على 6.3 مليارات ليرة سورية، بحسب موقع»أثر«، فضلا عن قيمة باقي المسروقات.
بدوره، كشف مدير عام مؤسسة توزيع ونقل الكهرباء أحمد مسلمانة أن تكلفة الأمراس، تتجاوز 4 مليارات ليرة.
وأوضح مدير عام المؤسسة لموقع «الوطن» المحلي أن معظم الأمراس التي سرقت هي من الألمنيوم والفولاذ وأن إعادة تأهيل وترميم الأمراس التي سرقت تحتاج لتكاليف عالية لجهة تأمين البدائل ونقلها وتركيبها وتحتاج للعديد من ورش الكهرباء لاستعادة تركيب الأمراس البديلة.
وتوقع مسلمانة أن الترميم وتأهيل الأمراس التي سرقت يحتاجان إلى مدة أسبوع من العمل بعد تأمين المواد اللازمة.
وأكد أن الكهرباء اتخذت جملة من الإجراءات ومنها إحالة الملف للجهات المختصة لاستكمال التحقيقات ومتابعة الفاعلين (السارقين).
وحول أثر هذه الحادثة على التغذية على الشبكة بين أنه لن يكون هناك أثر لأنه سيتم الاعتماد على الخطوط البديلة ريثما يتم ترميم الخطوط والأمراس التي تمت سرقتها، مبينا أن مهمة الخط هي نقل التوليدات من الطاقة من محطة دير علي باتجاه عدرا وتوزيعها على الشبكة كما يقوم الخط بوظيفة الحفاظ على استقرار الشبكة.