هالة عمران
أصدر مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء عددا جديدا من نشرته الدورية «المستقبل بعيون الذكاء الاصطناعي»، والتي تصدر بشكل شهري بهدف إلقاء الضوء على التطورات الكبيرة والمتسارعة للذكاء الاصطناعي واستخداماته في مختلف المجالات «الأمنية، والطبية، والتعليمية، والصناعية، والتجارية» وغيرها من المجالات. وأشار المركز إلى أن النشرة تهدف أيضا إلى استشراف مستقبل الذكاء الاصطناعي وتحليل أبعاده وانعكاساته محليا وعالميا خاصة في ظل التطور المذهل بتقنياته، كما يضم العدد مجموعة من أبرز الأخبار والمعلومات والأحداث المتناولة عن الذكاء الاصطناعي حول العالم، وأهم المصطلحات والمفاهيم التعريفية عنه، وآراء ورؤى أبرز الشخصيات والخبراء عن الذكاء الاصطناعي وتداعياته المستقبلية.
وأشار مقال العدد إلى إسهامات الذكاء الاصطناعي في تحديث وتطوير النظم العسكرية، حيث أسهم في تخطيط ودعم العمليات العسكرية، وأصبح أداة رئيسة في عمليات الدفع والردع، بالإضافة إلى دوره في قلب موازين القوى وذلك نظرا لدوره المحوري في تسريع عملية اتخاذ القرارات واستجابة القادة بشكل كبير، وهو ما يسمح بمعالجة المعلومات بشكل أسرع. كما يسهم الذكاء الاصطناعي في تغيير شكل الأسلحة في المعركة وخفض أعداد الجنود وأبرز الأمثلة «الطائرات والدبابات والغواصات»، والتي يمكنها القيام بمختلف العمليات العسكرية بواسطة التحكم عن بعد.
وأشار مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، إلى التوقعات المستقبلية للذكاء الاصطناعي وفقا للمراكز العالمية والتوقعات الدولية المختلفة، إذ أظهرت التقديرات وصول حجم الذكاء الاصطناعي في السوق العسكرية إلى 9.2 مليارات دولار عام 2023، ومتوقع ارتفاعها لتصل إلى 38.8 مليار دولار بحلول عام 2028 بمعدل نمو سنوي مركب قدره 33.3% خلال الفترة المتوقعة، حيث إن العامل الدافع للذكاء الاصطناعي بالسوق العسكرية هو زيادة الاستثمارات في تطوير الحلول المدعومة بالذكاء الاصطناعي لتعزيز القدرات العسكرية، وتطوير شرائح الذكاء الاصطناعي المتطورة، والحاجة إلى أنظمة مراقبة متقدمة.
كما أظهرت بيانات «ستاتيستا» توقعات بأن تصل إيرادات صناعة الروبوتات بحلول عام 2028 إلى نحو 45 مليار دولار مقارنة بإيرادات متوقعة هذا العام عند 37 مليار دولار، كما أظهرت البيانات أن إيرادات صناعة الروبوتات بلغت 23 مليار دولار عام 2016، ويرى «جولدمان ساكس»، أن الذكاء الاصطناعي سيرفع الناتج المحلي الإجمالي الأميركي إلى معدل توسع بنسبة 2% في عام 2027، وإلى 2.3% بحلول 2034. وأشارت الحكومة البريطانية إلى أنه ستتم زيادة تمويل «موارد أبحاث الذكاء الاصطناعي» إلى 300 مليون جنيه إسترليني، أي ما يعادل 363.57 مليون دولار، من 100 مليون إسترليني المعلن عنها سابقا، فيما توقع بنك «مورجان ستانلي» أن يحقق بائعو البرمجيات مكاسب كبيرة، وأن يتمكنوا من الحصول على 5% من تأثير العمالة البالغ 4.1 تريليونات دولار، وهو ما يترجم إلى حجم متوقع لسوق البرمجيات مقداره 205 مليارات دولار على مدار السنوات الثلاث المقبلة، بالإضافة إلى إمكانية أتمتة 30% من ساعات العمل في الاقتصاد الأميركي باستخدام الذكاء الاصطناعي بحلول 2030. ومن المتوقع أن تؤدي أتمتة العمل إلى زيادة الإنتاجية وسرعة إتمام العمليات والمهام التجارية المختلفة.