قال تعالى: (وقولوا للناس حسنا) البقرة 83.
وقال سبحانه: (قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذى) البقرة 263.
قال بعض الحكماء: الكلام اللين يغسل الضغائن المستكنة في الجوارح وإن كل كلام لا يسخط الله ويرضي جليسك لماذا تبخل به عليه ولم لا نعود أنفسنا على طيب الكلام، فما أجمل الكلام الطيب إذا صاحبه عمل صالح تجاه السامع أو السامعين، ومن المعروف ان أكثر المخاصمات تبدأ بالكلام السيئ، وأن اللفظ الخبيث يجلب المكروه وبضده فإن لين الكلام إن لم يجلب الخير فلا يضر، ولا يستوي الكلام الطيب والخبيث، وطيب الكلام مفتاح القلوب فعلينا أن نتحراه ونحرص على النطق بأحسن الكلام.
وحرصا منا على بيان قيمة الكلام الطيب نورد هذا الحديث من صحيح البخاري (6478)، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله، لا يلقي لها بالا، يرفعه الله بها درجات، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله، لا يلقي لها بالا، يهوي بها في جهنم».
وفي الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الكلمة الطيبة صدقة»، وذلك لأنها تفرح القلب وتزيل الضغينة.
وكذلك عن الرسول صلى الله عليه وسلم قوله: «اتقوا النار ولو بشق تمرة، فإن لم تجد فبكلمة طيبة».
والكلام الطيب مندوب إليه وهو من أفعال البر لأن النبي صلى الله عليه وسلم جعله كالصدقة.
ففرق بعيد بين الكلام الطيب والخبيث، وفي هذا الشهر الكريم تكثر الصدقات التي تفرح نفوس الفقراء بالمال، وكذلك تكثر الوجبات التي تقدم للفقراء من الصائمين، والسؤال: لم لا يصاحب ذلك الكلام الطيب الذي تنشرح له الصدور وخاصة من الأغنياء لجبر خاطر الفقراء، وطيب الكلام له مجالات كثيرة في حياتنا منها الدعوة إلى الله وذكره والإصلاح بين الناس وكلام الأب والأولاد وكذلك مع الخدم والأصدقاء.
قال الناظم:
وكن للعلم ذا طلب وبحث
وناقش في الحلال وفي الحرام
وبالعوراء لا تنطق ولكن
بما يرضي الإله من الكلام